للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس لأحدٍ فيه ملك من عفا الشيء إذا صفا وخلص ومنه الحديث الآخر: "أقطع من أرض المدينة ما كان عفاًء" ويروى بالكسر.

[فصل العين والقاف]

ع ق ب:

قوله تعالى:} والله يحكم لا معقب لحكمه {[الرعد: ٤١] لا متتبع له ولا مكرًا عليه بنقصٍ. والعقب: الذي يكر على الشيء ويتبعه لينظر ما فيه من الخلل لينقصه. ولذلك فسر بأنه لا يحكم بعد حكمه حاكم؛ مأخوذ من العقب، فإن من تتبع شيئًا يكون وراء عقبه. وقيل: معناه: لا أحد يتعقبه ويبحث عن فعله، من قولهم: عقب الحاكم على حكم من قبله: إذا تتبعه. قيل ويجوز أن يكون ذلك نهيًا للناس أن يخوضوا في البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيا عليهم، ويكون ذلك من نحو النهي عن الخوض في سر القدر. وأصل ذلك من العقب، وهو مؤخر الرجل. وقال الأصمعي: العقب ما أصاب الأرض من مؤخر الرجل إلى موضع الشراك. وفي الحدث: "كانت نعله معقبًة" أي لها عقب، وجمعه أعقاب. وفي الحديث: "ويل للأعقاب من النار" وفي رواية "للعراقيب".

قوله:} وجعلها كلمًة باقيًة في عقبه {[الزخرف: ٢٨] أي ذريته، استعارة من التأخر. وجاء في عقب الشهر، أي آخره. قوله:} نكص على عقبيه {[الأنفال: ٤٨] رجع مسرعًا، وفيه فائدة؛ وهو أنه لسرعة رجوعه لم يمهل أن يولي وجهه للجهة التي يفر إليها، بل رجع القهقري. ثم صار ذلك عن مطلق الرجوع، وإن لم ينكص على الهيئة المذكورة. وكذا قوله:} على أعقابكم تنكصون {[المؤمنون: ٦٦] وهو عبارة عن توليهم عن الحق وتكذيبهم. ومثله: رجع على حافرته، و [رجع] عوده على بدئه} ولم يعقب {[النمل: ١٠] أي لم يرجع بل مر لوجهه.

<<  <  ج: ص:  >  >>