واستوفيته بمعنىً. وقال آخرون:"متوفيك" أي مستوفٍ كونك في الأرض. وقال القتيبي: قابضك من الأرض من غير موتٍ؛ وهذا قول الفراء المتقدم. قوله:{وهو الذي يتوفاكم بالليل}[الأنعام: ٦٠] فهذه التوفية إماتة. ومنه قول ذي الرمة:[من الوافر]
قوله تعالى:{ومن شر غاسقٍ إذا وقب}[الغسق: ٣] الوقوب: الدخول. والغاسق: القمر. وقيل: هو الليل. فوقب هنا بمعنى أظلم. وفي الحديث:"إنه لما رأى الشمس قد وقبت قال: هذا حين حلها" أي غابت ودخلت. وحين حلها، أي وقت وجوب صلاة المغرب. والوقب كالنقرة في الشيء. ومعنى وقب في الأصل: دخل في الوقت. ثم عبر به عن الدخول في الشيء مطلقًا. والإيقاب: تغييبه. والوقيب: صوت قنب الدابة.
وق ت:
قوله تعالى:{كتابًا موقوتًا}[النساء: ١٠٣] أي فرضًا موقتًا لا بد منه. والموقت من الأشياء: ما جعل له وقت يفعل فيه. قال بعضهم: الوقت: نهاية الزمان المفروض للعمل. ولهذا لا يكاد يقال إلا مقيدًا نحو قولهم: وقت كذا: جعل له وقتًا. قال تعالى:{إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}، {وإذا الرسل أقتت}[المرسلات: ١١]. وقيل: معنى "أقتت" جعل لها وقت واحد لفصل القضاء بين الأمة. وقال ابن عرفة: جمعت للميقات، وهو يوم القيامة. وقوله تعالى:{إن يوم الفصل كان ميقاتًا}[النبأ: ١٧] أي مصير الوقت. ومنه قوله تعالى:{ولما جاء موسى لميقاتنا}[الأعراف: ١٤٣] أي الوقت الذي حددناه له. فالميقات: الوقت المضروب للشيء،