للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يتحراه الإنسان من أحسن الطرائق إحسانًا. وفي الحديث: {ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله} إلى آخره فجعله هذه الأعمال على وجهها إحسانًا هو إحسانٌ في الحقيقة إلى نفس العابد، فإن المعبود لا ينقصه طاعةٌ، كما لا تضره معصيةٌ.

[فصل الحاء والشين]

ح ش ر:

قال تعالى: {وحشرناهم} [الكهف: ٤٧] أي جمعناهم. والحشر: الجمع، وقيل: الحشر: إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عند الحرب وغيرها. وفي الحديث: «النساء لا يعشرن ولا يحشرن» فيه قولان: أحدهما: لا يخرجن إلى الغزو، واختاره الهروي. والثاني: لا يحشرن إلى المصدق بل يأتي إليهن فيأخذ صدقاتهن، وهو ضعيفٌ، لأنهن والرجال في ذلك سواءٌ. ولا يقال الحشر إلا في الجماعة كقوله: {حشر لسليمان جنوده} [النمل: ١٧]، ولا يقال: حشرت زيدًا، قاله الراغب وليس بشيء لقوله: {ونحشره يوم القيامة أعمى. قال: رب لم حشرتني} [طه: ١٢٤ - ١٢٥].

وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمي يوم البعث والنشر والحشر، يقال في الأناسي وغيرهم كقوله تعالى: {وإذا الوحوش حشرت} [التكوير: ٥] {وحشر لسليمان جنوده من الإنس والجن والطير} [النمل: ١٧]. وقالوا: حشرت السنة مال بني فلان، أي أزالته عنهم. والحشر: الجلاء والإخراج، ومنه قوله تعالى: {لأول الحشر} [الحشر: ٢] قال القتيبي: هو الجلاء لأن بني النضير هم أول من أخرج عن ديارهم وأجلوا عنها. وقال الأزهري: هو أول حشر إلى الشام، ثم يحشر الناس إليها يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>