القيامة. وفي الحديث:«انقطعت الهجرة إلا من ثلاث: جهاد أو نية أو حشرٍ» أي لا هجرة إلا أن يجاهد، أو ينوي تغيير منكر إن لم يقدر على إزالته بيده، أو جلاء عن تلك الديار القائم بها المنكر. ورجلٌ حشر الأذنين أي في أذنيه انتشارٌ وحدةٌ.
ح ش ي:
وقوله تعالى:{وقلن حاش لله}[يوسف: ٣١] حاشا: حرف استثناء، ومثله خلا وعدا؛ تقول: قام القوم حاشا زيدٍ، وعدا زيدٍ؛ بجر زيدٍ ونصبه مع الثلاثة: إلا أن الأغلب حرفية حاشا وفعلية أخواتها. وقد ينصب بحاشا على أنها فعلٌ كقولهم:«غفر الله لي ولمن سمع دعائي حاشا الشيطان وابن الأصبغ» بنصب الشيطان وما عطف عليه. وأنشدوا:[من الوافر]
٣٥٦ - حشا رهط النبي فإن منهم ... بحورًا لا تكدرها الدلاء
بنصب رهطٍ. وقد تجر بعدها كقوله:[من الوافر]
٣٥٧ - أبحنا حيهم قتلًا وأسرًا ... عدا الشمطاء والطفل الصغير
والتزم سيبويه حرفية حاشا وفعلية عدا، والسماع يرد عليه. وليس للرد دليلٌ على فعليتها. يقول النابغة:[من البسيط]
٣٥٨ - ولا أحاشي من الأقوام من أحد
لما بيناه في موضع آخر. وتدخل «ما» على: عدا وخلا فتلتزم فعليتها خلافًا