قوله تعالى:{وأنى لهم التناوش من مكان بعيد}[سبأ:٥٢]. قرئ في المتواتر ((التناوش)) بالهمز والواو؛ فمن قرأ بالهمز قال: هو التناول من بعد. يقال: ناش إذا أبطأ وتأخر. وأنشد:[من الطويل]
١٥٨٦ - تمنى نئيشًا أن يكون أطاعني
أي، أخيرًا. ومن قرأ بالواو قال: هو التنازل بسهولة. وأنشد قول عنترة:[من الكامل]
يقال: ناشه ينوشه، وتناوشه يتناوشه تناوشًا. وهذه التفرقة لأبي عمرو. وقال غيره: القراءتان بمعنى، والهمز بدل من الواو، وقال: لأنهم إذا أبدلوا الواو ساكنة مضمومًا ما قبلها، لأجل تلك الضمة في قول الشاعر:[من الوافر]
١٥٨٨ - أحب المؤقدين إلى مؤسى
فلأن يبدلونها مضمومة أولى. وعليه:{أقتت}[المرسلات:١١] و ((وقتت)). وقيل: هو بالهمز بمعنى الطلب، والمعنى: كيف يتناولون أو يطلبون الإيمان من مكان