للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضربه أهله، وهذا من باب المبالغة. والحديث لغالب الأحوال؛ وإلا فمعلوم أنه كان يضعها في بعض الأحيان لنومه وقضاء حاجته وأكله وغير ذلك. ويحكى أن رجلاً دخل إلى مالكٍ يستفتيه فقال: اشتريت طائرًا على أنه لا يسكت، فقال: لك رده إذا سكت، فخرج الرجل وكان الشافعي على باب مالك فسأله فقال: بماذا أفتاك مالك؟ فأخبره فقال: راجعه. فلما راجعه قال: من بالباب؟ قيل له: الشافعي. فاستدعاه واستفتاه فقال: إن كان غالب أحواله الصياح فلا رد بدليل "لا يضع العصا عن عاتقه". فاستحسن ذلك منه.

ع ص ي:

قوله تعالى:} لا يعصون الله ما أمرهم {[التحريم: ٦] العصيان: مخالفة الأمر. وقيل: عصى عصيانًا: خرج عن الطاعة، قال الراغب: وأصله أن يتمنع بعصاه؛ فإن أراد اشتقاقه من ذلك فمشكل من حيث اختلاف المادتين؛ تيك من الواو - كما تقدم - وهذه من الياء بدليل: عصى يعصي عصيانًا، وعصيت أنت. قال تعالى:} أفعصيت أمري {[طه: ٩٣] وإن أراد الاشتقاق الأكبر فقريب، وتقدم مثله في الصلاة. وليس قوله:} ويفعلون {[طه: ٩٣] تكريرًا لقوله:} لا يعصون {إذ لا يلزم من عدم العصيان فعل المأمور به لاحتمال أن يكون المأمور عاجزًا عنه. ومثاله من يأمر رجلاً بحمل صخرةٍ عظيمةٍ فيمتثل، لكن لا يطيق ذلك. فهذا غير عاصٍ لكنه عاجز. والملائكة جامعون بين الأمرين: الامتثال والطاعة، وهو حسن جدًا. وقد يعبر بالعصيان عن مجرد الامتناع. ومنه الحديث: "لولا أنا نعصي الله ما عصانا" أي لم يمتنع أجابتنا في دعائنا له.

[فصل العين والضاد]

ع ض د:

قوله تعالى:} سنشد عضدك {[القصص: ٣٥] هو ما بين المنكب إلى الكتف، وهو عبارة عن الإعانة والتقوية. وأصله من قولهم: عضدته، أي شددته واشتد

<<  <  ج: ص:  >  >>