للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعير من بطنها يقال: كشف عن الساق. ويروى أنه يكشف الرحمن عن ساقه ويدعو الخلائق للسجود؛ فالمؤمن يسجد والمنافق يصير ظهره طبقًا، فلذلك قال: {فلا يستطيعون} [القلم: ٤٢]. ومعنى ساق الرحمن أنه تعالى يجعل شيئًا من الأشياء علامةً لذلك سماه ساقًا، لا كما يخطر لأجهل الناس.

وفي الحديث: «وتكاشفتم ما تدافنتم» أي لو اطلع بعضكم على سريرة بعضٍ لأنف من دفنه ومواراته، فسبحان من يعلم الذنب ويقدر على كشفه والمعاقبة عليه فيستره ويعفو.

[فصل الكاف والظاء]

ك ظ م:

قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ} [آل عمران: ١٣٤] أي الحابسين غيظهم المسكة، من: كظمت القربة والسقاء: إذا شددت فاهما. قال ابن عرفة: الكاظم: الممسك على ما في قلبه، ومنه: كظم البعير لأنه يمسك جرته فلا يجتر. وكظم فلانٌ غيظه: إذا تجرعه وهو قادرٌ على الإيقاع بعدوه فأمسك عنه.

والكظم: مخرج النفس. يقال: أخذ بكظمه: إذا أخذ بحلقه. والكظوم: احتباس النفس، ويعبر عنه بالسكوت كما يعبرون عنه بقولهم: حبس نفسه.

قوله: {وهو مكظومٌ} [القلم: ٤٨] أي مملوءٌ كربًا، وقيل: بمنزلة من حبس نفسه. قوله: {وهو كظيمٌ} [النحل: ٥٨] أي ممسكٌ على غيظٍ. وكظم فلانٌ خصمه: إذا أجابه بجوابٍ مسكتٍ فأفحمه، ومثله: كظمه.

والكاظمة: خلقةٌ تجمع فيها الخيوط في طرف حديدة الميزان، والسير الذي يوصل بوتر القوس. والكظائم: خروقٌ بين البئرين يجري فيها الماء. كل ذلك تشبيهٌ بمجرى النفس.

قوله: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} [غافر: ١٨] حالٌ من أصحاب

<<  <  ج: ص:  >  >>