قوله تعالى:{قتل أصحاب الأخدود}[البروج: ٤]؛ شق مستطيل في الأرض غائض. يجمع على أخاديد. واصل ذلك من خدي الإنسان؛ وهما العضوان النائتان المكتنفان أنفه يمينًا وشمالًا. فالخد يستعار للأرض وغيرها كاستعارة الوجه.
وتخدد اللحم: زواله عن وجه الجسم. يقال: خددته فتخدد. ثم عبر بالمتخدد عن المنزل. والخداد: ميسم في الخد. وهؤلاء قوم حفروا حفائر، وأضرموها نارًا، فمن أظهر الإيمان القوه في تلك الأخاديد في قصةٍ استوفيناها في غير هذا.
خ د ع:
قوله تعالى:{يخادعون الله}[البقرة: ٩]. الخدع: من الخداع وهو الفساد.
وأنشدوا:[من الرمل]
٤٢٧ - طيب الريق إذا الريق خدع
ثم عبر به عن المكر والكيد لما فيهما من الفساد.
وقيل: الخدع: إنزال الغير عما هو بصدده بأمرٍ بيديه على خلافٍ يبطنه ومنه المخدع لموضعٍ خفي في البيت. والأخدعان. عرقان مستبطنان، سميا بذلك لحقائقهما.
قال:[من الطويل]
٤٢٨ - تلفت نحو الحي حتى وجدتني ... وجعت من الإصغاء ليتًا واخدعا
فالخداع: إظهار خلاف ما يبطنه، ومنه:{إن المنافقين يخادعون الله}[النساء: ١٤٢] أي يخادعون رسوله والمؤمنين بإظهار الإيمان وإبطان الكفر. وقوله: