قال أبو عبيدة: هي كلمة معناها القذف، وإنما أراد: يا بن شامة المذاكير، كنى بذلك عن الكمرات، أي أنها تشم كمرًا مختلفة. والوذرة والمذرة بمعنى واحد. وفي الحديث:"فأتينا بثريدةٍ كثيرة الوذر" أي قطع اللحم.
وفي حديث أم زرعٍ:"فإني أخاف ألا أذره" قال أحمد بن عبيدٍ: معناه أخاف ألا أقدر على فراقه لأن لي منه أولادًا. وقال يعقوب: معناه: ألا أذر صفته ولا أقطعها من طولها والله أعلم.
[فصل الواو والراء]
ور ث:
قوله تعالى:{إنا نحن نرث الأرض}[مريم: ٤٠] أي تنتقل إلينا بما عليها مما كان بأيدي الناس. وهذا على ما يتفاهمونه. وإلا فالباري تعالى لم يزل ملكوت السماوات والأرض بيده. قال بعضهم: وصف الله تعالى نفسه بأنه الوارث من حيث إن الأشياء كلها صائرة إليه.
وقد روي أنه ينادى منادٍ: لمن الملك اليوم؟ فيجاب بأنه لله الواحد القهار، كما صرحت به الآية الكريمة.
وأصل الوراثة انتقال فنية إليك من غيرك، من غير عقدٍ ولا جارٍ مجرى العقد. ثم تطلق الوراثة والإرث على نفس المال المنتقل عن الميت، ويقال لها ميراث وإرث وتراث، كقوله تعالى:{وتأكلون التراث أكلاً لمًا}[الفجر: ١٩] وأصله وراث، فأبدلت الواو تاءً على حد إبدالها منها في تخمة وتكأة. والإرث: الأصل، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: اثبتوا على مشاعركم فإنه على إرث أبيكم". ومنه قول الشاعر:[من المتقارب]