قوله تعالى:{فخسفنا به}[القصص: ٨١]. الخسف: الخرق: أي فخرقنا الأرض به وجعلناها به مخروقة كما يخرق بالوتد. يقال: خسفه الله وخسف به. وقيل: الخسف: سؤوخ الارض بما عليها. ومنه الخسيف: البئر المحفورة في حجارة يخرج منها ماء كثير. "وسأل العباس رضي الله عنه: ما عين الشعراء؟ فقال: امرؤ القيس سابقهم؛ خسف لهم عين الشعراء" فاستعار العين لذلك.
وعن الحجاج وقد أمر رجلًا أن يحتفر بئرًا:"أأخسفت؟ " مكان الذل. قال القتيبي: أصله ان تربط الدابة على غير علف فاستعير للتذليل. وقيل: الخسف: النقصان، قاله الأصمعي في قول من ترك الجهاد:"سيم الخسف". وقيل: أصل ذلك من خسف القمر، كأنهم تصوروا فيه حينئذ مهانة وذلاً قال الشاعر:[من البسيط]
٤٤٣ - ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان: غير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد
ويقال: خسف القمر وكشفت الشمس؛ فالخسوف له والكسوف لها. وقيل: الخسوف والكسوف فيهما، إلا أن الكسوف لذهاب بعض ضوئهما، والخسوف لذهابه كله. ولنا فيه كلام أطول من هذا. واعتبر من خسوف القمر ذهاب للضوء. يقال: خسفت عينه فهي خاسفة، إذا غارت، وأخذ ذلك من خسفت الأرض أشبه صورة ومعنى.
[فصل الخاء والشين]
خ ش ب:
قوله تعالى:{كأنهم خشب مسندة}[المنافقون: ٤]. شبه المنافقين في قلة غنائهم بالخشب، ثم لم يكفه حتى جعلهم مسندة غير منتفع بها، لأن الخشب ينتفع به