قوله تعالى:{ونهى النفس عن الهوى}[النازعات: ٤٠] ليس معناه أن تقول لها: لا تفعلي، بل معناه: تركه لارتكاب المنهيات وقمعها عن شهواتها ودفعها عن رغباتها. قوله:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى قوله: {وينهى عن الفحشاء}[النحل: ٩٠] أي يحث على فعل الخير ويزجر عن فعل الشر. قوله:{وأن إلى ربك المنتهى}[النجم: ٤٢] أي نهاية الأمور، كقوله:{وإليه المصير}[التغابن: ٣]. قال بعض الأئمة: إذا انتهى الكلام إلى الله عز وجل فانتهوا.
قوله:{سدرة المنتهى}[النجم: ١٤] أي التي تنتهي إليها أعمال العباد. وقيل: هي التي ينتهى إليها، فلا تجاوز. وفي الحديث:«أنه أتى على نهيٍ من ماءٍ» النهي بفتح النون وكسرها وسكون الهاء، موضعٌ يجتمع فيه الماء كالغدير؛ سمي بذلك لأنه يحجز الماء أن يفيض منه. قوله:{فانتهى فله ما سلف}[البقرة: ٢٧٥]. الانتهاء: الانزجار عما نهي عنه لأنه مطاوع نهيته. ومنه قوله تعالى:{إن ينتهوا}[الأنفال: ٣٨]{فهل أنتم منتهون}[المائدة: ٩١] ولما سمعها عمر قال: «يا رب انتهينا». ومن ثم قالوا: إن الاستفهام هنا بمعنى الأمر، كأنه قال: انتهوا.
والإنهاء في الأصل إبلاغ النهي، ثم تعورف في كل إبلاغ حديثٍ، نهيًا كان أو أمرًا أو خبرًا. ومنه: أنهيت إليه خبر كذا. ونهاية الشيء: آخره. وقولهم لرجل: ناهيك من رجلٍ، أي لكفايته. كأنه ينهاك عن طلب غيره. وناقةٌ نهيةٌ: تناهت سمنًا، تنهى الإنسان، أي يطلب غيرها لسمنها.
ونهاء النهار: ارتفاعه. وتنهية الوادي: حيث ينتهي إليه (السيل).
[فصل النون والواو]
ن وأ:
قوله تعالى:{ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة}[القصص: ٧٦] أي لتنهض.