للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُقال: ناء ينوء: إذا نهض. وناء البعير نوءًا كذلك، فهو ناءٍ. وقد استعار امرؤ القيس ذلك لليل في قوله: [من الطويل]

١٧٠٥ - فقلت له، لما تمطى بجوره ... وأردف أعجازًا وناء بكلكل

وقوله تعالى: {أعرض ونأى بجانبه} [الإسراء: ٨٣] قيل: هو من ذلك، أي نهض به، عبارة هن التكبر كقولهم: شمخ بأنفه. وقيل: مقلوب من نأى ينأى. وقد تقدم في قوله تعالى: {لتنوء بالعصبة} أحدهما أنه مقلوب، والأصل: لتنوء العصبة بالمفاتيح، فهو كقوله: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} [الأحقاف: ٢٠] أي تُعرض النار على الذين كفروا. والثاني أنه ليس بمقلوب لأن الباء للحالية، وتحقيقه في غير هذا.

وفي الحديث: "ثلاث من أمر الجاهلية كذا وكذا والأنواء" قال أبو عبيدة: هي ثمانية وعشرون نجمًا. وتقول العرب: "مُطرنا بنوءٍ كذا". وإنما سُمي النجم نوءًا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق. وذلك النهوض هو النوء، فسمي النجم به. قال: وقد يكون النجم السقوط. وقال ابن الأعرابي: لا يكون نوءًا حتى يكون معه مطر. قال: وجمع النوء يُصبح من عبادي مؤمن بي، إلى أن قال، فمن قال: مُطرنا بنوء كذا فهو كافر" قال أبو العبيد: إنما غلظ القول فيه لأن العرب كانت تقول: إنما هو فعل النجم، ولا يجعلونه سقيًا من الله تعالى. وأما من قال ذلك ولم يرد هذا المعنى، بل مُطرنا في هذا الوقت، فذلك جائز، كما جاء عن عمر رضي الله عنه: "إنه استسقى بالمصلي ثم نادى العباس: كم بقي من نوء الثريا؟ فقال: إن العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعًا بعد فوقها، فو الله ما مضت تلك السبع غيث الناس" أراد عمر:

<<  <  ج: ص:  >  >>