للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومغزو. وأغزت المرأة فهي مغزية إذا غزا زوجها. ومنه قول عمر رضي الله عنه: "لا يزال أحدكم كاسرًا وسادة عند مغريةٍ".

[فصل الغين والسين]

غ س ق:

قوله تعالى: {ومن شر غاسق إذا وقب} [الفلق:٣] قيل: هو القمر وقت زحل. هو كناية عن خسوفه واسوداده. ومنه الحديث: "نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر قال: تعوذي بالله من شر غاسقٍ إذا وقب، فهذا غاسق إذا وقب" قال أبو بكر: إنما سمي رسول الله القمر غاسقًا لأنه إذا خسف أو أخذ في الغيبوبة أظلم. والغسوق: الإظلام. وحكي الفراء: غسق وأغسق نحو ظلم وأظلم، ودجا وأدجي، وعبس وأعبس. قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} [الإسراء:٧٨] أي اشتداد ظلامه.

وقيل: الفاسق: الليل المظلم يقال غسق الليل بغسق غسوقًا وغسقًا: إذا اشتد ظلامه فهو غاسق. ومنه قول الربيع بن خثعم لمؤذنه كل يوم غيمٍ "أغسق أغسق" أي أخر الأذان وقت المغرب ليدخل وقتها محققًا، أي ادخل في الغسوق نحو أظلم وأصبح أي دخل فيهما. ومعنى الاستعاذة من شر القمر أو الليل، أن الشرور تحدث فيهما، أي من شر الحوادث لكائنة فيهما.

قوله: {حميم وغساق} [ص:٥٧] قرئ مشدد العين ومخففها، وهما ما يسيل من صديد أهل النار وما يصهر من جلودهم، أعاذنا الله من ذلك بمنه وكرمه، من قولهم: غسقت عينه: إذا سالت بالدمع. وقيل: هو دموعهم التي تخرج من عيونهم لكثرة

<<  <  ج: ص:  >  >>