قوله تعالى:{فبهداهم اقتده}[الأنعام:٩٠] الاقتداء: الاتباع، ومنه الاقتداء بإمام الصلاة، وذلك أن يتبع أفعاله فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه ولا يزيد عليه ولا ينقص عنه.
والقدوة والقدوة اسم للاقتداء، كالأسوة والإسوة. وفي الحديث:((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)) أي أنهم على الحق. وقال طرفة بن العبد:[من الطويل]
١٢٤٥ - عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
والهاء في ((اقتده)) قيل: هاء السكت ولذلك حذفها بعض القراء وصلًا وهو القياس، وقيل: هي ضمير المصدر، ولنا في هذا الحرف كلام متسع أتقناه في ((الدر)) و ((العقد)) فعليك بهما.
[فصل القاف والذال]
ق ذ ف:
قوله تعالى:{فاقذفيه في اليم}[طه:٣٩] أي ألقيه واطرحيه. والقذف: الرمي قوله تعالى: {قل إن ربي يقذف بالحق}[سبأ:٤٨] قال ابن عرفة: أي يلقي بالحق في قلب من يشاء. وقوله:{بل نقذف بالحق على الباطل}[الأنبياء:١٨] أي نأتي به عليه فنغلبه به.
قوله:{ويقذفون بالغيب من مكان بعيد}[سبأ:٥٣] استعارة لرجمهم بالظنون الكاذبة والأوهام الفاسدة. وأشار بذلك إلى ما كانوا يقولون في حقه عليه الصلاة