قوله تعالى:} وزوجناهم بحورٍ عينٍ {[الدخان: ٥٤] أي قرناهم بهن. يقال: زوجته فلانًة أي أنكحته إياها، فإذا أدخلوا الباء فالمعنى قرنته بها. قال الهروي: ليس في الجنة تزويج فلذلك أدخل الباء في قوله:} بحورٍ {. قال الراغب: ولم يجيء في القرآن: وزوجناهم حورًا كما يقال: زوجناهم امرأًة تنبيهًا على أن ذلك لا يكون إلا على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة.
قوله تعالى:} ثمانية أزواجٍ {[الزمر: ٦]. قيل: أراد: أفراد. والزوج في اللغة الواحد الذي يكون معه آخر، والإثنان زوجان؛ يقال: زوجا خف، وزوجنا نعلٍ؛ قاله الهروي وقال الراغب: يقال لكل من القرينين من الذكر والأنثى من الحيوانات المتزاوجة زوج، ولكل قرينين في غيرها كالخف والنعل، ولكل ما يقترن بالآخر مماثلاً له أو مضادًا: أزواج. قال تعالى:} ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة {[الأعراف: ١٩]. وزوجة لغة رديئة قلت: قد ورد ذلك في الحديث، فإن ثبت فلا رداءة. وادعى الفراء ثبوتها، وأنشد للفرزدق:[من الطويل]
٦٧٢ - وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي ... لساعٍ إلى سد السرى يستميلا
وجمع الزوج أزواج، والزوجة زوجات.
قوله تعالى:} احشروا الذين ظلموا وأزواجهم {[الصافات: ٢٢ ي أي أقرانهم المقتدين بهم في أفعالهم. وقيل: أشباههم وأشكالهم. وقوله:} سبحان الذي خلق الأزواج كلها {[يس: ٣٦] أي الأصناف. وكذا} أزواجًا من نباتٍ شتى {[طه: ٥٣]} أو يزوجهم {[الشورى: ٥٠] أي يصنفهم فيجعلهم أصنافًا.