ويعبر بالوادي عن المذاهب والطريقة؛ ومنه قوله تعالى:{ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون}[الشعراء: ٢٢٥] أي في فنون الكلام من مقالٍ في مدحٍ وهجوٍ وغزلٍ ونسيبٍ. وما أحسن قوله:{يهيمون} مع قوله: {في كل وادٍ}. ومنه قوله: أنا في وادٍ وأنت في وادٍ. وتقول العلماء: هما من وادٍ واحدٍ. وكني عن ماء الفحل عند المداعبة وعند البول بالودي، فيقال: أودى نحو أمذى وأمنى. وأوداه: أهلكه، تصورًا أنه أسال دمه، وأنشد:[من الكامل]
١٧٩٩ - أودى بني وأودعوني حسرةً ... عند الرقاد وعيره ما تقلع
وسميت دية القتيل لهلاك صاحبها. ثم تطلق الدية على المال المعطى من إبلٍ ودنانير ونحوهما، فيقال: وديت القتيل دية، أي أعطيت ديته. قوله:{فدية مسلمة إلى أهله}[النساء: ٩٢] وإنما توصف بذلك الأموال. والودي: صفار الفسيل، أي النخل، واحده ودية من ذلك. قيل: اعتبارًا بسيلانه في الطول. ومن كلام أبي هريرة:"لم يكن يشغلني عنه صلى الله عليه وسلم غرس الودي" أي كنت ملازمه بخلاف غرس من يشتغل عنه.
[فصل الواو والذال]
وذ ر:
قوله تعالى:{ويذرهم في طغيانهم يعمهون}[الأعراف: ١٨٦] أي يتركهم. ولم يستعمل منه ماضٍ ولا مصدر. وقد سمع الوذر مصدرًا. وهو شاذ كالورع. وقيل: أصل ذلك من القذف. يقال: فلان يذر الشيء، أي يقذفه لقلة اعتداده به. فمعنى قوله تعالى:{ثم ذرهم}[الأنعام: ٩١] أي اقذفهم وألقهم واتركهم فلا اعتداد بهم وعدم مبالاة. ومن ذلك الوذرة: وهي قطعة لحمٍ صغيرةٍ سميت بذلك لقلة الاعتداد بها، والجمع وذر. ومنه أن رجلاً رفع إلى عثمان رضي الله تعالى عنه قال لآخر:"يا بن شامة الوذر"