قوله تعالى:{والصابئين}[البقرة: ٦٢]. قيل: هم كانوا على دين نوحٍ عليه السلام فخرجوا منه. وكل من خرج من دينٍ إلى آخر فقد صبأ، مأخوذ من صبأ ناب البعير: إذا خرج وطلع. وقيل: هم قوم عبدوا الملائكة. وقيل: عبدوا الكواكب. وقيل: هم نوع من النصارى، فخالفوهم في أصول دينهم، وقرأ العامة بالهمز، ونافع وحده بلا همز، فقيل: مخفف منه. وقيل: إنما قراءته من صبا يصبو: إذا مال. وهؤلاء قد مالوا إلى دينٍ غير دينهم. وروى أبو عبيدة عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما إنكارها وأنه كان يقول: ما الصابئون، إنما هي الصابيون. ولا ترد بمثل هذه الحكاية قراءة متواترة.
ص ب ب:
قوله تعالى:{أنا صببنا الماء صبًا}[عبس: ٢٥]. الصب: السكب بسرعة وكثرةٍ. وقيل: الصب: إراقة المائعات من علو. يقال: صبه فانصب وتصبب. ومنه قولهم: تصبب زيد عرقًا. والصبيب: العرق، بمعنى مصبوبًا. وأنشد:[من الرجز]
٨٥٢ - هواجر تجتلب الصبيبا
وقال أبو عمرو: والصبيب: الجليد. وأنشد لابن عباب:[من الطويل]
٨٥٣ - ولا كلب إلا والج أنفه استه ... وليس بها إلا صبًا وصبيبها
قوله تعالى:{فصب عليهم ربك سوط عذابٍ}[الفجر: ١٣] من باب الاستعارة البليغة؛ جعل السوط مما يصب إيذانًا بسرعة لحاقه بمن يقع به، وأنه في نزوله عليه كنزول