للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينا جميع ذلك في غير هذا.

والخمطة أيضًا: الخمر إذا حمضت استعارة من ذلك. وتصور منه مجرد التغير فقيل: تخمط فلانٌ أي غضب، وتخمط الفحل: إذا هدر؛ تصوروا أنه غضبان.

[فصل الخاء والنون]

خ ن ز ر:

قوله تعالى: {أو لحم خنزيرٍ} [الأنعام: ١٤٥] الخنزير: حيوانٌ معروفٌ، وإنما ذكر لحمه دون شحمه وعظامه وشعره، وإن كان الجميع حرامًا، لأن اللحم أعظم مقصوداته. ولذلك اختلف العلماء؛ فمنهم من قال: يحل ما عدا اللحم كالظاهر الأغبياء وقد أتقناه في "الأحكام".

وقوله: {وجعل منهم القردة والخنازير} [المائدة: ٦٠] أي مسخناهم على صورها. قيل: مسخ الشيخة خنازير والشبان قردةً، ولم يعقبوا ولم يعيشوا غير ثلاثٍ، كذا قال ابن عباسٍ.

وقال آخرون: هذا إشارةٌ إلى طباعهم الرديئة وأخلاقهم القبيحة. أي أن أخلاقهم أخلاق هذين الجنسين القبيحين لا يرى في الحيوان أخبث منهما. قال الراغب: والأمران مرادان بالآية. وقد روي أن قومًا ما مسخوا خلقةً، وكذا أيضًا في الناس قومٌ إذا اعتبرت أخلاقهم وجدتها أخلاق القردة والخنازير، وإن كانت صورهم صور الناس. فقلت: ولقد صدق عليٌ: "إنه كان في عصرٍ أمثل من عصرنا". ومما يشبه ذلك ما روي عن عائشة أنها لما أنشدت قول لبيد بن ربيعة: [من الكامل]

٤٧٦ - ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في قومٍ كجلد الأجرب

قالت: "يرحم الله لبيدًا فكيف لو عاش إلى زماننا هذا" فكل من روى هذا الحديث يقول عقبه: يرحم الله فلانًا فكيف؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>