قوله تعالى:{عجوز عقيم}[الذاريات:٢٩] أي لا تلد، وهي العاقر كما ذكرت بذلك في موضعٍ آخر. والعقم: منع الولادة، واستعير ذلك لمنع الخير كقوله:{عذاب يوم عقيم}[الحج:٥٥]، أي لم يولد فيه خير، يعني: لم يوجد. وفي الحديث:«سوداء ولود خير من حسناء عقيمٍ». ورجل عقيم أيضًا أي لا يولد له، كما يقال عاقر فيهما. قال تعالى:{ويجعل من يشاء عقيمًا}[الشورى:٥٠] أي لا يلد ولا يولد له. قوله تعالى:{أرسلنا عليهم الريح العقيم}[الذاريات:٤١] على الاستعارة لأنها لا تأتي بمطرٍ ولا سحابٍ ضد قوله: {وأرسلنا الرياح لواقح}[الحجر:٢٢] أي ذات حملٍ. وريح عقيم: يجوز أن تكون بمعنى الفاعل، أي لا تلقح سحابًا ولا شجرًا، أو بمعنى المفعول كالعجوز العقيم.
وأصل العقم: اليبس المانع من قبول الأثر ومنه: عقمت مفاصله. وداء عقام -نحو عضال- لا يقبل علاجًا. ويقال: عقمت المرأة، مبنيًا للمفعول فهي معقومة، أي لم تلد. وعقمت -بزنة ظرفت- إذا ساء خلقها فيهي عقام وعقيم.
[فصل العين والكاف]
ع ك ف:
قوله تعالى:{فأتوا على قومٍ يعكفون}[الأعراف:١٣٨] العكوف: اللبث والإقامة. وقيل: هو الإقبال على الشيء وملازمته على سبيل التعظيم. ومنه قوله تعالى:{وأنتم عاكفون في المساجد}[البقرة:١٧] قوله: {لن نبرح عليه عاكفين}[طه:٩١] أي ملازمين للإقامة. يقال: عكف يعكف ويعكف عكوفًا، وقد قرئ بهما. والاعتكاف شرعًا: اللبث في المسجد بشرائط. ومنهم من فرق بين اعتكف وانعكف؛