وتسعت القوم كنت تاسعهم، أو أخذت تسع أموالهم كربعتهم وخمستهم.
وقوله:{أتينا موسى تسع آيات}[الإسراء: ١٠١]، {في تسع آيات}[النمل: ١٢] ونحوه. فالتسع هي أحوالٌ أربعةٌ؛ {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين}[الأعراف: ١٣٠] أي القحط، وإخراج يده بيضاء من غير سوء، وعصاه، وانغلاق البحر؛ فهذه أربعٌ. والخمس المذكورة في قوله:{فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم}[الأعراف: ١٣٣].
وقوله:{تسعة رهط}[النمل: ٤٨] هم الذين تمالؤوا على عقر الناقة، وكانوا عظماء أهل المدينة، فيفسدون فيها، فيتبعهم غيرهم. ولذلك قيل فيهم «رهطٌ» لأنهم ذوو أتباعٍ. وقد اختلفوا في أسمائهم؛ فقال الغزنوي: هم قدار بن سالف، وهو أكثرهم فسادًا، وهو المذكور في قوله تعالى:{إذا انبعث أشقاها}[الشمس: ١٢]، ومصداعٌ، وأسلم، ودهمي، ودهيمٌ، ودعمي، ودعيم، وفتاك، وصداق، وقيل غير ذلك. وقال عطاء بن أبي رباحٍ: وهو تمثيلٌ ببعض فسادهم.
وفي حديث ابن عباس:«لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع». قال أبو منصور: يعني عاشوراء كأنه تأول فيه عشر الورد أنها تسع أيامٍ. والعرب تقول: وردت الإبل عشرًا أي وردت يوم التاسع.
قال الهروي: ولهذا قالوا: عشرِين ولم يقولوا عشرَين، لأنهم جعلوا ثمانية عشر عشرَين، واليوم التاسع عشر والمكمل عشرِين من الدور الثالث فجمعوه لذلك. قال: قيل: وكره موافقة اليهود لأنهم يصومون العاشر، فأراد أن يخالفه بصوم التاسع. قلت: هذا هو الذي عليه أهل العلم.