للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقولون: ما يبدو في المهنة، وقد نص الهروي على أن خفض الميم خطأ، قاله شمر عن أشياخه. يقال: مهنت القوم أمهنهم وأمهنهم، وامتهنوني، أي ابتذلوني.

فصل الميم والواو.

م وت:

قوله تعالى: {وكنتم أمواتًا فأحياكم} [البقرة: ٢٨] أي كنتم نطفًا في أصلاب الآباء فأحياكم بالخلق والإيجاد، {ثم يميتكم} [البقرة: ٢٨] الموت المتعارف {ثم يحييكم} [البقرة: ٢٨] من القبور، وقيل: كنتم أمواتًا أي نطفًا في الأرحام فأحياكم فيها، والظاهر الأول، وعليه قوله: {أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} [غافر: ١١] فالإحياء والإماتة مرتان، وهل يستدعي الموت سبق حياة؟ ظاهر كلام أكثرهم على أنه حقيقةٌ في ذلك، واستعماله في غيره مجازٌ. فقوله: {وكنتم أمواتًا} مجاز، وقوله: {ثم يميتكم} حقيقةٌ، قال بعضهم: الموت أنواعٌ بحسب أنواع الحياة، الأول: ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة في الإنسان والحيوان والنبات، نحو قوله: {وأحيينا به بلدةً ميتًا} [ق: ١١] والثاني: زوال القوة الحاسة، كقوله تعالى: {يحيي ويميت} [البقرة: ٢٥٨] وقوله: {أئذا ما مت لسوف أخرج حيًا} [مريم: ٦٦] والثالث: زوال القوة وهي الجهالة، وعليه قوله: {أو من كان ميتًا فأحييناه} [الأنعام: ١٢٢]. وإياه قصد بقوله تعالى: {إنك لا تسمع الموتى} [النمل: ٨٠]، الرابع: الحزن المقدر للحياة، وإياه قصد بقوله تعالى: {ويأتيه الموت من كل مكانٍ} [إبراهيم: ١٧] و {ما هو بميتٍ} [إبراهيم: ١٧] قلت: وفي معناه قوله تعالى: {ثم لا يموت فيها ولا يحيا} [الأعلى: ١٣] وعليه قول الشاعر: [من الطويل].

١٥٧٠ - ألا من لنفسٍ لا تموت فينقضي ... شقاها ولا تحيا حياةً لها طعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>