لك بمؤمنين. واختلف النحاة هل هي بسيطةٌ أم مركبةٌ، والقائلون بتركيبها اختلفوا، فقال بعضهم: مركبةٌ من مه: اسم فعل، وما الشرطية، فلما ركبنا هجر معنى اسم الفعل. وقال آخرون: مركبةٌ من ما الشرطية مكررةً تأكيدًا، فاستثقل اللفظ، فأبدلت الهاء من ألف ما الأولى. وتحقيقه في غير هذا. وقد تزداد استفهامًا. قال الشاعر:[من السريع].
١٥٦٨ - مهما لي الليلة مهما ليه ... أودي بنعلي وسرباليه.
م هـ ن:
قوله تعالى:{ألم نخلقكم من ماءٍ مهينٍ}[المرسلات: ٢٠] أي ضعيفٍ حقيرٍ.
يشير إلى النطفة التي هي أول خلقه، وإلى ذلك نحا أمير المؤمنين بقوله رضي الله عنه:((ما لابن آدم والفخر وإنما أول نطفةٌ مذرةٌ، وآخره جيفة قذرةٌ، وهو فيما ذلك يحمل العذرة)). ونظمه بعضهم فقال:[من السريع].
١٥٦٩ - ما بال من أوله نطفةٌ ... وجيفةٌ آخره يفخر؟.
أصبح لا يملك تقديم ما ... يرجو ولا يؤخر ما يحذر.
وقوله تعالى حكايةً عن فرعون:{أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهينٌ}[الزخرف: ٥٢] أي ضعيفٌ قليلٌ ذليلٌ، فقواه ربه وكثره وأعزه بتسع آياتٍ إحداها عصًا من العصي صارت حيةً أحد لحييها تحت قصره والآخر على أعلى شرفاته. والمهانة: الذلة والقلة.
قوله:{ولا تطع كل حلافٍ مهينٍ}[القلم: ١٠] أي ضعيف الرأي والتمييز، قال الفراء: هو ها هنا الفاجر، وغلب في العرف على الكسلان الكل على الناس، يقال: مهن يمهن مهانةً فهو مهينٌ، وامتهنته: استخدمته. المهنة: الخدمة، وفي حديث سلمان:((إني أكره أن أجمع على ماهنٍ مهنتين))، المهنة- بفتح الميم- والفقهاء يكسرونها