فالشيء قد يكون صغيرًا في جنب شيءٍ وكبيرًا في جنب آخر. وقد يقال تارة باعتبار الزمان. فيقال: فلان صغير لمن قل زمان عمره، وفلان كبير لمن كبر وإن كان جرمه أقل تارةً باعتبار الجرم وتارةً باعتبار القدر والمنزلة.
قوله:{وكل صغيرٍ وكبيرٍ مستطر}[القمر: ٥٣]. وقوله:{لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً}[الكهف: ٤٩]{ولا أصغر من ذلك ولا أكبر}[يونس: ٦١]. كل ذلك من القدر والمنزلة في الخير والشر من اعتبار بعضها ببعضٍ. وفي الحديث:"المرء بأصغريه، إن قال قال بجنان وإن تكلم تكلم ببيان عن القلب واللسان".
ص غ و:
قوله تعالى:{ولتصغى إليه أفئدة}[الأنعام: ١١٣] أي ولتميل إليه قلوب. والصغو: الميل: يقال صغت الشمس والنجوم صغوًا: مالت للغروب. وصغيت الإناء وأصغيته: أملته. وقد أصغيت إلى فلانٍ بسمعي [نحوه]. وحكي: صغوًا، وصغيت أيضًا وأصغيت أصغي. وصاغية الرجل: الذين يميلون إليه، ويكنى بذلك عن قلة الحظ؛ فيقال: فلان مصغي إناؤه. وقد يكنى به عن الهلاك أيضًا. وفي الحديث:"يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة" أي خاصته والمائلون إليه. وعين صغواء إلى كذا. أي مائلة. والصغي: ميل في الحنك والعين. وفيه أيضًا:"وكان يصغي لها الإناء" أي يميله. ويقال: صغى يصغى وصغى يصغي. فالمادة يجوز أن تكون من الواو ومن الياء لأنه قد سمع فيها الحرفان. وقد ذكر الراغب اللغتين، ولم يذكرهما الهروي إلا في مادة الياء.
[فصل الصاد والفاء]
ص ف ح:
قوله تعالى:{أفنضرب عنك الذكر صفحًا}[الزخرف: ٥] أي إعراضًا، والمعنى