للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكائها يسقونها من الحميم، عن مجاهد. وقيل: المجفف البارد الذي يمزق برده، ومنه قولهم: الليل غاسق، لأنه أبرد من النهار. وفي حديث عمر: "حتى يغسق الليل على الظراب" قال ابن الأعرابي: أي ينصب على الجبال، من غسقت عينه، أي انصبت.

غ س ل:

قوله تعالى: {ولا طعام إلا من غسلينٍ} [الحاقة:٣٦] هو فعلين من الغسل، وهو ما ينغسل من أبدان أهل النار وما يسيل من صديدهم، وهو غسالة أبدان الكفرة. والغسل والغسل مصدرًا غسل الشيء يغسله: إذا أسأل عليه الماء فأزال دونه. وقيل: الغسل بالفتح المصدر، وبالضم الاسم، وبالكسر ما يغتسل به، والمغتسل يكون مصدرًا لاغتسل ولزمانه ومكانه واسم مفعوله. وفي الحديث: " من غسل واغتسل" اختلف فيه فقيل: كناية عن الجماع قبل الصلاة، لأنه أغض للطرف. وقيل: أسبغ الطهور وأكمله ثم اغتسل للجمعة. وقال الأزهري: روي بالتخفيف من قولك: غسل الرجل امرأته، وغسلها: جامعها. وفحل غسله: كثير الطرق من غير إحبال. وقال أبو بكر: معنى غسل بالتشديد: اغتسل بعد الجماع، ثم اغتسل للجمعة، فكرر لهذا المعنى.

[فصل الغين والشين]

غ ش ي:

قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} [الغاشية:١] كناية عن القيامة لأنها تغشى الناس، أي تحيط بهم وتشملهم، فلا يفلت منها أحد منهم، والمعنى أنه يغشاهم هولها. ومثله: {أن تأتيهم غاشية من عذاب الله} [يوسف:١٠٧] والتغشية: الستر والتغطية. ويستعار ذلك لعمى البصيرة. ومنه قوله تعالى: {وعلى أبصارهم غشاوة} [البقرة:٧] ليس المراد أنه أعمى أبصارهم بل المراد قلوبهم. ومثله: {وجعل على بصره

<<  <  ج: ص:  >  >>