قوله:{حجابًا مستورًا}[الإسراء: ٤٥] قيل: معناه ساترًا، فهو مفعولٌ بمعنى فاعل، وعكسه فاعلٌ بمعنى مفعولٍ نحو:{ماء دافق}[الطارق: ٦] أي مدفوق. والصحيح أن كلًا منهما على بابه كما حققناه في غير هذا الموضوع.
وأصل الستر: التغطية والإخفاء. والاستتار: الاستخفاء. والستر والسترة: ما يستتر به أي يغطى. والإستارة: بمعنى الستر أيضًا، ومنه الحديث:«أيما رجل أغلق دون امرأته بابًا وأرخى عليها إستارةً فقد تم صداقها» قال شمر: الإستارة من الستر، ولم أسمعه إلا في هذا الحديث. وقد جاءت الستارة والمستر في معنى الستر. وقد قالوا: أسوار للسوار، وإشرارة لما يشرر عليه الأقط.
[فصل السين والجيم]
س ج د:
قوله تعالى:{ولله يسجد من في السموات}[الرعد: ١٥] أصل السجود الخضوع والتذلل وخص ذلك شرعًا بعبادة الله؛ فلا يجوز السجود لغير الله تعالى والملل مختلفةٌ في ذلك. فأما السجود، على سبيل العبادة، فلا يجوز في مثلة من الملل، وأما على سبيل التعظيم كسجود الملائكة لآدم، وإخوة يوسف لأخيهم، فهذا محل الخلاف. على أن من الناس من قال؛ إنما كان آدمٌ كالقبلة لهم، ثم السجود عام في الأناسي والحيوانات والجمادات، وهو نوعان: نوعٌ باختيارٍ، وليس ذلك إلا للإنسان وبه يثاب، كقوله:{اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم}[الحج: ٧٧] وقوله: {فاسجدوا لله واعبدوا}[النجم: ٦٢].
ونوعٌ بستخيرٍ، وهو في الإنسان والحيوان وغيرهما، وعليه:{ولله يسجد من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا} وقوله: {سجدا لله وهم داخرون}[النحل: ٤٨]