للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطعة مدر لإزالته الأذى، كقولهم: إستجمر، أي طلب جمارًا، أي طلب أحجارًا. وأما النجاة، بالهمزة، فالإصابة بالعين، ومنه الحديث: ((ردوا نجاة السائل باللقمة)).

قوله: {خلصوا نجيًا} قد تقدم أنه بمعى متناجين، وأنه وف على فعيل. قال الهروي: هو مصدر كالصهيل والسهيق، يقع على الواحد والجماعة نحو: رجل عدل.

ومنه {خلصوا نجيا}. وأنشد لوقوعه على الجمع قول جرير: [من الكامل]

١٦٠٤ - يعلو النجي إذا النجي أضجهم ... أمر تضيق به الصدور، جليل

قلت: وجه الشاهد عود ضمير جماعة الذكور في قوله: أضجهم، على لفظ النجي.

ثم حكى عن الأزهري أن نجيا جمع أنجية، وكذلك قوله: {نجوى}. قال: وقيل: نجى جمع ناج نحو: ناد وندي لأهل المجلس، وعار وعري وحاج وحجيج. وفيما قاله نظر، ليس هذا موضعه.

وفي الحديث ((أتوك على نواج)) وهو جمع ناجيه، يعني إبلا مسرعات. يقال: نجوت نجا أنجو أي أسرعت. وفي الحديث أيضًا: ((إذا سافرتم في الجدب فاستنجوا)) أي أسرعوا. وفي آخر ((وإني لفي عذق أنجي منه رطبا))، وفي رواية ((استنجي)) ومعناها: التقط. واستنجيت النخلة: لقطتها. وقد ادخل الهروي لفظ نجي في مادة (ن ج و) بعد ما ذكره في مادة (ن ج و) والصواب ذكره في ذوات الواو. والله أعلم.

[فصل النون والحاء]

ن ح ب:

قوله تعالى: {فمنهم من قضي نحبه} [الأحزاب: ٢٣] أي قضي نذره، كأنه ألزم

<<  <  ج: ص:  >  >>