للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الجيم والواو]

ج وب:

الجوب: قطع الجوب، وهو كالغائط من الأرض. ثم استعمل في قطع كل أرض.

قال تعالى: {جابوا الصخر بالواد} [الفجر: ٩] أي قطعوه وجعلوه بيوتًا يسكنونها.

وقوله: "جواب ليل سرمد" أي قطاع ليل بالسري. وجبت الفلاة: قطعتها سيرًا. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:"جيبت العرب عنا كما جيبت الرحى عن قطبها"، وهذا من أبلغ الاستعارات، يريد أنه خرقت العرب عنا، فكنا وسطا وهي حوالينا، وخيار الشيء وسطه، كما خرقت الرحى في وسطها لأجل قطبها الذي تدور عليه.

والجواب: السؤال من هذه المادة، لأنه يقطع الجوب من في المتكلم إلى أذن السامع، إلا أنه خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب. والسؤال على ضربين: مقال وجوابه المقال، وطلب نوال وجوابه النوال؛ فمن الأول: {أجيبوا داعي الله} [الأحقاف: ٣١]. ومن الثاني: {قال قد أجيبت دعوتكما} [يونس: ٨٩] أي أعطيتما ما سألتما. ومثله: {أجيب دعوة الداع} [البقرة: ١٨٦]. وفي الحديث: "أن رجلا قال: يا رسول الله أي الليل أجوب دعوة؟ قال: جوف الليل الغابر"، قال شمر: أسرع إجابة نحو: أطوع من الطاعة. واستجاب بمعنى أجاب. وانشدوا: بمن الطويل].

٣١١ - وداع دعا: يا من يجيب إلى الندى ... فلم يستجبه، عند ذاك، مجيب

وتحقيقه ما قاله الراغب: هو تحري الجواب وتهيؤه له، لكن عبر به عن الإحاطة

<<  <  ج: ص:  >  >>