للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي لم أكتمه من أمري شيئا. قوله تعالى: {كمشكاةٍ} [النور: ٣٥] أدخلها الراغب في هذه المادة بناءً منه على زيادة ميمها. والظاهر أنه اسم أعجمي، عربته العرب؛ يقال إنها بالهندية: الكوة غير النافذة. وإذا وضع فيها المصباح كان أضوأ لاجتماع ضوئه فيها، لكونها غير نافذةٍ. ولم يكتف بذلك حتى جعله في زجاجةٍ موصوفةٍ بما ذكر. وهو مثل قلب المؤمن.

[فصل الشين والميم]

ش م ت:

قوله تعالى: {فلا تشمت بي الأعداء} [الأعراف: ١٥٠]. الشماتة: إظهار الفرح ببليةٍ تصيب من يعاديك وتعاديه. قال الشاعر: [من الكامل]

٨٢١ - أشمت بي الأعداء حين هجرتني ... والموت دون شماتة الأعداء

وقيل في قوله تعالى {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} [البقرة: ٢٨٦] هو شماتة الأعداء. ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «ولا تطع في عدوًا شامتًا» أي لا تفعل في ما يحب. يقال: شمت به يشمت فهو شامت. والتشميت: الدعاء للعاطس، كأنه دعاء له بإزالة الشماتة، فهو كالتمريض والتقذية في إزالة المرض والقذى. قيل: وأصله من الشوامت، وهي القوائم قال النابغة الذبياني: [من البسيط]

٨٢٢ - طوع الشوامت

والمعنى أن قوائم الفرس تنقلب فشلًا وكسلًا وعدوًا ووقوفًا. فالشماتة كذلك لأنها

<<  <  ج: ص:  >  >>