للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الدلالة الصامتة والناطقة المنبهة على كونها مخلوقةً، وأنها خلق فاعلٍ حكيمٍ متقنٍ. لها وقوله: {والنجم والشجر يسجدان} [الرحمن: ٦] سجود تسخيرٍ. وقوله: {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون} [النحل: ٤٨] فشمل السجودين: التسخيري والاختياري ويعبر به عن الصلاة لاشتمالها عليه. وعليه قوله: {وأدبار السجود} [ق: ٤٠] كما سميت سبحةً ودعاءً. وقالوا سبحة الدعاء، وسجود الضحى. قوله تعالى: {وأن المساجد لله} [الجن: ١٨] قيل: عنى مواضع السجود؛ واحدها مسجدٌ، بالكسر وقياسه الفتح، وقد خرج هو وأخواتٌ له مذكورةٌ في غير هذا عن القياس. وقيل: عني بها أعضاء السجود وهي سبعةٌ، وقيل: ثمانيةٌ؛ الجبهة، والأنف، واليدان، والرجلان، والركبتان. وفي الحديث: «أمرت أن أسجد على سبعة آراب» أي أعضاء، لأن كل عضوٍ منها إربٌ. ويؤيد الأول قوله عليه الصلاة والسلام: «جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا» وقوله: {وادخلوا الباب سجدًا} [البقرة: ٥٨] أي متذللين. وقوله: {ألا يسجدوا} [النمل: ٢٥] قرئ على التحضض والاستفتاح؛ {واسجدوا} أمرًا، و {تسجدوا} منصوبًا بما قبله. ولنا فيه كلامٌ أتقناه في غير هذا، أن تأتي قراءة؛ الأمر إما تنبيهٌ وإما نداءٌ، والمنادى محذوفٌ كقوله: [من الطويل]

٦٩٥ - ألا يا اسلمي يا هند عند بني بدر ... وإن كان حيانا عدى آخر الدهر

في أبيات عديدة أنشدناها في غيره.

وقيل: أصل السجود الإمالة كقوله، زيد الخيل: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>