وقوله:{للناس حسنًا}[البقرة: ٨٣] أي ما فيه الحسن، وقرئ «حسنًا» أي كلامًا أو قولًا حسنًا فاكتفي بالنعت. ويجوز أن تكون القراءة كذلك لكن على حذف مضاف أي: قولًا ذا حسن، أو جعل القول معنى الحسن مبالغةً.
وقوله:{والذين اتبعوهم بإحسان}[التوبة: ١٠٠] باستقامة وسلوك طريقٍ درج عليها سلفهم الصالح. قوله:{إنا نراك من المحسنين}[يوسف: ٣٦] أي ممن يحسن إلى خلق الله، روي أنه كان ينصر المظلوم ويعود المريض ويصبر المصاب. وقيل:«من المحسنين» لتعبير الرؤيا.
قوله:{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}[الرحمن: ٦٠] يقال باعتبارين؛ أحدهما: الإنعام على غيرك، تقول: أحسنت إلى فلان. والثاني: باعتبار إحسانه في فعل شيء وإتقانه نحو: علمت علمًا حسنًا، وعملت عملًا حسنًا فقد أحسنت في ذلك. فالآية تحتمل الأمرين أي ما جزاء من أنعم على خلقي إلا أن أنعم عليه في دار كرامتي بما ذكرت قبل ذلك وبعده، أو ما جزاء من أحسن في عبادتي وطاعتي فأداها على علمٍ منه وحسن عمل إلا أن أحسن إليه في الآخرة أو في الدارين؛ فإن كرمه واسعٌ. وما أحسن ما رمز إليه أمير المؤمنين بقوله:«الناس أبناء ما يحسنون»! أي أنهم منسوبون إلى ما يعلمونه من العلوم أو الإعمال الحسنة، فأما السيئة فإنها لا نسبة إليها كولد الزنا. إلا أن بعضهم فرق بين الإحسان والإنعام، قال: الإحسان أعم من الإنعام.
وقوله:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان}[النحل: ٩٠] فالإحسان فوق العدل، وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ما له، والإحسان أن يعطي ما عليه ويأخذ أقل مما له؛ فالإحسانٌ زائدٌ عليه. فتحري العدل واجبٌ، وتحري الإحسان ندبٌ وتطوعٌ. قال: ولذلك عظم ثواب المحسنين فقال: {إن الله يحب المحسنين}[البقرة: ١٩٥] وفي الحديث: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة» سمى