قوله:{للذين أحسنوا الحسنى}[يونس: ٢٦] أي أحسنوا عبادة ربهم بأن أتوا على نحو ما أمروا. والحسنى تأنيث الحسن وهي الجنة ولا شيء أحسن منها إلا الزيادة المذكورة بعدها؛ وفي التفسير: النظر إلى وجهه الكريم كما ثبت وصح. قوله:{يأخذوا بأحسنها}[الأعراف: ١٤٥] يجوز أن يريد ما أمرنا به من أن يترك الإنسان ما وجب له تكرمًا كمن وجب له القصاص فعفا، وكمن جنى عليه لئيم وقدر أن ينفذ غيظه فكظمه، وأن يريد بأحسنها، وكذا {يستمعون القول فيتبعون أحسنه}[الزمر: ١٨]، وقيل: معناه الأبعد عن الشبه. ومنه:{فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه}.
وقوله:{ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون}[المائدة: ٥٠] أي لا أحد أيقن حكمًا، فإن قيل: حكمه تعالى حسنٌ للموقن وغيره فلم خص الموقنين؟ قيل: القصد بذلك إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه، وذلك إنما يظهر لمن أيقن بالله وزكى نفسه دون الجهل بالله وخفائه. {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}[العنكبوت: ٤٣]{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}[الذاريات: ٥٥]
قوله:{هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين}[التوبة: ٥٢] يعني الظفر بكم، أو الشهادة إن قتلنا، وأنث لأنه أراد الخصلتين. وقوله:{إن الحسنات يذهبن السيئات}[هود: ١١٤] قيل: الحسنات جميع أفعال الخير. وقيل: هي هنا الصلوات الخمس تكفر ما بينها، وهو حسنٌ لموافقة الحديث في ذلك. وقوله:{ويدرؤون بالحسنة السيئة}[الرعد: ٢٢] أي يدفعون ما يرد عليهم من الكلام السيء بالكلام الحسن نحو: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}[الفرقان: ٦٣]. قوله:{ولله الأسماء الحسنى}[الأعراف: ١٨٠] تأنيث الأحسن؛ فهي مفردةٌ كقوله:{من آياتنا الكبرى}[طه: ٢٣]، ولو كان في غير القرآن لجاز الحسن كقوله:{لإحدى الكبر}[المدثر: ٣٥]، ومعنى الآية، أن المشركين كانوا يسمون آلهتهم بما يقرب من أسمائه تعالى فيقولون: اللات والعزى مقاربةٌ لله والعزيز، وهذا إلحادٌ في أسمائه. ونزل:{ولله الأسماء الحسنى}{قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن}[الإسراء: ١١٠]
قوله:{ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا}[العنكبوت: ٨] أي يحسن بهما حسنًا.