للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمقتضى اللفظ كما نهبنا عليه أول هذا الموضوع. وحسومٌ يجوز أن يكون مفردًا وأن يكون جمعًا كما تقدم، وقد حققناه في غير هذا.

ح س ن:

قوله تعالى: {وحسن مآب} [الرعد: ٢٩] الحسن هو الشيء المبهج من ينظر إليه، والمرغوب فيه، وذلك إما من جهة العقل أو الشرع أو الهوى أو الحس. وقوله: {آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً} [البقرة: ٢٠١] هي النعمة، سميت بذلك لأنها تبهج صاحبها ويرغب فيها، والسيئة تضادها، وهما من أسماء الأجناس المشتملة على أنواع، فيفسران في كل موضعٍ بما يليق به. فقوله: {وإن تصبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند الله} [النساء: ٧٨] أي حسبٌ وظفرٌ على عدو، وسعةٌ في المال، {وإن تصبهم سيئةٌ} [النساء: ٧٨]. وقد بينا مجيء إن مع الحسنة ومجيء إن مع السيئة في غير هذا الموضوع. ومثله: {إن تصبك حسنةٌ تسؤهم} [التوبة: ٥٠] {وإن تصبكم سيئةٌ} [آل عمران: ١٢٢] {وإن تمسسكم حسنةٌ} [آل عمران: ١٢٢]. وقوله: {وآتيناه في الدنيا حسنةً} [النحل: ١٢٢] أي لسان صدقٍ. وقوله {ما أصابك من حسنة} [النساء: ٧٩] أي من ثواب وزيادة زلفى.

وقد فرقوا بين الحسنة والحسن والحسنى، فالحسن يقال في الأعيان والأحداث، وكذا الحسنة وصفًا، فلو صارت اسمًا فالمتعارف أنها في الأحداث. والحسنى لا يقال إلا في الأحداث دون الأعيان. والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر؛ يقال: رجلٌ حسنٌ وحسانٌ، امرأةٌ حسنةٌ وحسانةٌ. وأكثر ما ورد الحسنى في القرآن للمستحسن بالبصيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>