قوله تعالى:{له معقبات}[الرعد: ١١] أي ملائكة يتعاقبون عليه في الحفظ. ومنه الحديث:"يتعاقبون فيكم ملائكة" وقيل: الضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في ذلك منافاة لقوله:} والله يعصمك من الناس {[المائدة: ٦٧]، لأن من جعل الله له ملائكًة حفظًة فقد عصمه. وعقبه، أي تلاه نحو دبره وقفاه، والعاقبة والعقبى مختصان بالثواب، والعاقبة في الثواب إذا أطلقت كقوله تعالى:} والعاقبة للمتقين {[الأعراف: ١٢٨] فإذا وردت في العقوبة قدرت، قال تعالى:} ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى {[الروم: ١٠]} فكان عاقبتهما أنهما في النار {[الحشر: ١٧]. وقيل: ذلك استعارة من الضد كقوله تعالى:} فبشر هم بعذابٍ أليمٍ {[آل عمران: ٢١]. والعقوبة والعقاب والمعاقبة مختصة بالعذاب كقوله تعالى:} فحق عقاب {[ص: ١٤]} وإن عاقبتم فعاقبوا [[النحل: ١٢٦] والتعقيب: أن يأتي بشيءٍ بعد آخر. والتعاقب: التوارد كاعتقاب الليل والنهار. والعقبة: أن يتعاقب اثنان على ظهرٍ في الركوب. وعقبة الطائر: صعوده وحدوره. ويقال: أعقبه كذا، أي أورثه إياه، كقوله تعالى:} فأعقبهم نفاقًا {[التوبة: ٧٧] وقال الشاعر: [من الطويل]
١٠٦٩ - له طائف من جنة غير معقب
أي لا يعقب الإفاقة. وقولهم: فلان لم يعقب، أي لم يترك ولدًا. وأعقاب الرجل: أولاده. ونقل الراغب عن أهل اللغة أن الأعقاب لا يدخل فيها أولاد البنت لأنهم لا يتعقبونه بالنسب. قال: وإذا كان له ذرية فإنهم يدخلون فيها. قلت: وفيه نظر لقوله:} كلمًة باقيًة في عقبه {[الزخرف: ٢٨] أي نسله وذريته من غير قصدٍ لأولاد الذكور دون البنات.