للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير. وفي الحديث: "إذا كان الشتاء قيظًا وغاضت الكرام غيظًا" أي فوا وبادوا من أجل القيظ. وقولهم: "غاضت الدرة" أي نقص اللبن.

غ ي ظ:

قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ} [آل عمران: ١٣٤]. الغيظ: أشد الغضب؛ وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثوران دم قلبه، فهو أخص من الغضب؛ فكل غيظ غضب وليس كل غضب غيظًا: {سمعوا لها تغيظًا ونفيرا} [الفرقان: ١٢] أي سمعوا لجهنم غليانًا وأزيزًا كما يُسمع ذلك من غليان القدر. والمعنى سمعوا غليان تغيظ. وقوله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ} [الملك: ٨] قال ابن عرفه: أي من شدة الحر والمعنى: تكاد ينفصل بعضها من بعضٍ من شدة حرها غيظًا على الكافرين.

يقال: تغيظت الهاجرة: إذا اشتد حرها. وأنشد للأخطل: [من الطويل]

١١٦٣ - لدن غدوة حتى إذا ما تغيظت ... هواجر من سفيان حام أصيلها

وقيل: التغيظ: إظهار الغيظ، ثم إنه قد يكون مع ذلك صوت كقوله تعالى: {سمعوا لها تغيظًا} وقد لا يكون ذلك. قوله {إنهم لنا لغائظون} [الشعراء: ٥٥] أي حاملون لنا على الغيظ. وقيل: معناه أنهم داعون بفعلهم إلى أن ينتقم منه انتقام المغيظ. وإذا وصف به الباري تعالى فالمراد به الانتقام على حد وصفه بالغضب كما قدمته. وقد غظته فهو مغيظ. قالت قتيلة بنت الحارث: [من الطويل]

١١٦٤ - ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق

في قصيدة تخاطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>