للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو: الماء حاراً غيره إذا كان باردًا؛ قال تعالى: {بدلناهم جلودًا غيرها {[النساء: ٥٦]. الرابع أن يكون ذلك متناولًا لذات، نحو: {تقولون على الله غير الحق} [الأنعام: ٩٣] أي الباطل. {أغير الله أبغي ربًا} [الأنعام: ١٦٤] قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: ١١] التغيير: التحول من صفة إلى صفة، ومن حال إلى حالٍ. ويكون على وجهين أحدهما تغيير صورة الشيء دون ذاته نحو غيرت داري، أي بنيتها بناءً غير الذي كان. والثاني بتبديله بغيره نحو: غيرت غلامي ودابتي، أي أبدلتهما بغيرهما. وقوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} [إبراهيم: ٨] محتمل للأمرين، وقد قيل: بكل منهما. وفي الحديث: "ومن يكفر الله يلق الغير" أي تغيير الحال من صلاح إلى فساد. والغير أيضًا الدية، وجمعها أغيار. وسميت الدية غيرًا لأنها غيرت القود إلى غيره. وقد فرق بعضهم بين الغيرين والمختلفين بأن الغيرين أعم، فإنهما قد يكونا مختلفين وقد يكونان متفقين. فالجوهران المتحيزان هما غيران وليسا مختلفين. قال: وكل خلافين غيران وليس كل غيرين خلافين.

غ ي ض:

قوله تعالى: {وما تغيض الأرحام} [الرعد: ٨] الغيض: النقص، ولذلك قوبل بقوله: {وما تزداد} [الرعد: ٨] والمعنى: وما تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض. والغيضة: الضوء. وقيل معنى: {وما تغيض الأرحام} وما تنقص عن التسعة أشهر التي وقعت الوضع وما تزداد على التسعة المذكورة. وقيل: معناها ما الولد عن تمامه. ويقال لذلك السقط الغيض. قوله: {وغيض الماء} [هود: ٤٤] أي نقص.

يُقال: غاض الماء يغيض غيضًا، وغاضه الله يغيضه غيضًا، أي نقصه فيكون لازمًا ومتعديًا نحو نقص وزاد فإنهما يكونان لازمين ومتعديين. وفي الحديث: "وغاضت بحيرة ساوة" أي نضب ماؤها. وفي المثل: "أعطى غيضًا من فيضٍ" أي قليلًا من

<<  <  ج: ص:  >  >>