للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستغثته: طلبت الغيث منه أو الغوث، فغاثني من الغيث، وأغاثني من الغوث. قوله تعالى: {فيه يُغاث الناس} [يوسف: ٤٩] من الغيث ليس إلا. قوله: {فاستغاثه الذي من شيعته} [القصص: ١٥] هو من الغوث ليس إلا.

غ ي ر:

قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم} [الفاتحة: ٧] غير تكون صفة بمعنى مُغاير، ولذلك لا تتعر فبالإضافة. وقال بعضهم: إلا إذا حضرت المغايرة بين ضدين ونحوهما، نحو الآية الكريمة، والوصفية أصلها. وقد تكون بمعنى لا النافية، ومن ثم عطف عليها. قوله: {ولا الضالين}، فأعيدت لا لما كانت بمعناها. ولذلك يقدم معمول ما بعدها عليها كقول الشاعر: [من البسيط]

١١٦٢ - إن امرأ خصني يومًا مودته ... على التنائي لعندي غير مكفور

ولهذا يقول النحوي: يجوز أنا زيدًا غير ضاربٍ، ويمتنع أنا زيدًا مثل ضارب لما بيناه في غير هذا الموضوع وأومأنا إليه هنا. وتكون غير بمعنى إلا فيستثنى بها وتُعطى حكم ما بعد إلا في النصب وغيره كما هو مبين في علم العربية، وكما حملت غير على إلا في الاستثناء حملت إلا عليها في الوصفية بشروطٍ معينة عند النحاة كقوله تعالى: {لم كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا} [الأنبياء: ٢٢]. وقد قسم بعضهم غير تقسيمًا آخر فقال: غير تقال على أوجهٍ: الأول أن تكون للنفي المجرد من غير إثبات معنى [به]، نحو: مررت برجلٍ غير قائمٍ، قال تعالى: {وهو في الخصام غير مبين} [الزخرف: ١٨]. الثاني بمعنى إلا فيستثنى بها وتوصف بها النكرة قال تعالى: {ما علمت لكم من إله غيري} [القصص: ٣٨]. الثالث لنفي صورةٍ من غير مادتها

<<  <  ج: ص:  >  >>