للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٢٦ - سقاها من الوسماء كل مجلجلٍ ... سكوب العزالي صادق البرق والرعد

فقلبت الكلمة كقوله: عاقني يعوقني، وعقاني يعقوني، فهو عائق وعاقٍ. والقلب كثير في كلامهم حتى زعم بعضهم أن منه قوله:} شفا جرفٍ هارٍ {[التوبة: ١٠٩] أي هائرٍ. وسيأتي إن شاء الله تعالى.

ع ز م:

قوله تعالى:} فإذا عزمت فتوكل على الله {[آل عمران: ١٥٩] العزم والعزيمة: عقد القلب على إمضاء الأمر. وتعدى بنفسه وبعلى؛ يقال: عزمت الأمر وعليه. وقال تعالى:} ولا تعزموا عقدة النكاح {[البقرة: ٢٣٥] قوله تعالى:} ولم نجد له عزمًا {[طه: ١١٥] وقال قتاجة: صبرًا. وقال غيره: حزمًا، وهذه غلطة. والأولى في تفسيرها: ولم ند له تصميمًا على ما هم به. وقال شمر: العزم والعزيمة: ما عقد عليه قلبك من أمر أنك فاعله. يقال: عزمت عليك، أي أمرتك أمرًا جدًا. قوله:} فإذا عزم الأمر {[محمد: ٢١] من أحسن المجاز أنه جعل للأمر عزمًا. والعزائم: الفرائض، تقابل الرخص. ومنه الحديث: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه" وفي حديثٍ آخر: "خير الأمور عوازمها" قيل: فرائضها. وقيل: ما وكدت رأيك وعزمت عليه. "وقال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: متى توتر؟ قال: من أول الليل. وقال لعمر: متى توتر؟ قال: من أخر الليل. فقال لأبي بكرٍ: أخذت بالحزم، ولعمر: أخذت بالعزم" أي احتطت أنت ووثقت أنت والعزم أيضًا على الشيء الصبر عليه، قال تعالى:} فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل {[الأحقاف: ٣٥] قيل: كل رسولٍ من أولي العزم فـ من للبيان. وقيل: هم خمسة: نبينا صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى؛ فمن

<<  <  ج: ص:  >  >>