{وبئرٍ معطلة}[الحج: ٤٥] أي مستغنًى عنها لخراب مكانها وعدم قاطنيه بعد أن كانت آهلًة. ويقال إنها بئر بعينها في اليمن تجاور القصر المذكور معها. والمعطلة: قوم يزعمون أن لا صانع أوجد هذا العالم، وإنما الطبائع اقتضت ذلك. وقد رد هذا القول بقوله تعالى:} وفي الأرض قطع متجاورات {إلى قوله:} يسقى بماءٍ واجدٍ {[الرعد: ٤] وما أبلغٍ هذا الرد حيث بيناه في كتابنا "أحكام القرآن" وغيره. ووصفت عائشة رضي الله عنها أباها فقالت:"رأب الثأي وأوذم العطلة"؛ هي الناقة الحسنة أو الدلو المتروكة. أوذمت: شددت فيه الوذم.
ع ط ي:
قوله تعالى:} فتعاطى فعقر {[القمر: ٢٩]. تعاطى الشيء: تناوله وقصد فعله، ومنه: كان يتعاطى كذا وعطوته: تناولته، أيضًا وأعطيته: ناولته؛ يتعدى بلا همزةٍ لواحدٍ، وبها لاثنين ثانيهما غير الأول، ويجوز حذفهما اختصارًا واقتصارًا، وحذف أولهما والعكس؛ قال تعالى:} فأما من أعطى {[الليل: ٥]} ولسوف يعطيك {[الضحى: ٥] فذكر الأول} وأعطى قليلاً [[النجم: ٣٤] فذكر الثاني. وأولهما هو فاعل في المعنى ثم وجب، أعطيت الدرهم صاحبه، وامتنع صاحبه الدرهم. ولهذا كان قوله تعالى:} الذي أعطى كل شيءٍ خلقه {[طه: ٥٠] أي أمكنه من تناول ما يصلحه. وقالت عائشة رضي الله عنها تصف أباها:"أبي والله لا تعطوه الأيدي" أي لا تبلغه فتتناوله. ومن أمثالهم:"عاطٍ بغير أنواطٍ" يضرب لمن لا جدوى لعمله، شبه بمن يريد أن يتناول من غير معلقه. وغلب الإعطاء في الصلة:} فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون {[التوبة: ٥٨].