للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٩١ مكر مفر مقبل مدبر معًا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل

وأفررته: جعلته فارًا. ورجل فار وفر. وقوله:} ففرت منكم {] الشعراء:٢١ [تنبيه منه صلى الله عليه وسلم على فرط تعديهم، وأنه بالغ في الهرب منهم فالفرار أخص من الهرب. وكذا قوله.} ففروا إلى الله {] الذاريات:٥٠ [أي امتثال أوامره واجتناب نواهيه. وقد يستوي فيه الواحد المذكر والمثنى وضداهما على قاعدة الوصف بالمصدر، يقال: هذا فر، وهذان فر، وهؤلاء فر. وفي حديث سراقة: "هذان فر قريش" يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر. وفي حديث عون: "ما رأيت أحدًا يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج" يعني أبا حازم، أي: يمزقها ويشنعها بالذم لها كما يفرفر الذئب الشاة. وقال ابن عمر لابن عباس رضي الله عنهم: "كان يبلغني عنك أشياء كرهت أن أفرك عليها" أي أظاهرك وأكشفها لك، من فررت الدابة. وفي الحديث: "كان يفتر عن مثل حب الغمام" يريد تبدو أسنانه من غير قهقهة. وحب الغمام هو البرد.

في ر ش:

قوله تعالى:} ومن الأنعام حمولة وفرشا {] الأنعام:١٤٢ [الفرش: البقر والغنم. قال الأزهري: ومما يدل على هذا التسير قوله تعالى إثره:} ثمانية أزواج من الضأن اثنين {] الأنعام:١٤٣ [الآية. قال: ونصب ثمانية لأنه بدل من قوله:} حمولة وفرشًا. {فقوله} ثمانية أزواج {هي الحمولة والفرش، قال: وإلى هذا أذهب. قلت: ويجوز نصبه بإضمار فعل، وقال الراغب: والفرش: ما يفرش من الأنعام أي يركب، يعني كني بالافتراش عن الركوب، يعني أن منها ما يحمل عليه ومنها ما يركب، يعني أنه جامع بين هذين الأمرين.

قوله:} وفرش مرفوعة {] الواقعة:٣٤ [قيل: كني بذلك عن النساء في الجنة،

<<  <  ج: ص:  >  >>