قوله:{ما فرطنا في الكتاب من شيء}[الأنعام:٣٨] أي ما تركنا وقصرنا ولم نعجز عن إيداع جميع الأشياء فيه. والمعنى: ما ضيعنا شيئًا من ذلك: فرط يفرط: إذا تقدم، وفرط يفرط: إذا ضيع وعجز، وأفرط يفرط الماء، نجاوز الحد واشتط. وقيل: فرط يفرط: إذا تقدم تقدمًا بالقصد، ومنه الفارط إلى الماء: المتقدم لإصلاح الدلو.
قوله تعالى:} وهم لا يفرطون {] الأنعام:٦١ [أي لا يقصرون ولا يغفلون. قوله تعالى:} ومن قبل ما فرطتم في يوسف {] يوسف:٨٠ [أي من قبل تفريطكم أي تقديمكم الذئب. وقال ابن عرفة: معنى التفريط أن تترك الشيء حتى يمضي وقت إمكانه، ثم يخرج إلى وقت يمتنع فيه، ومنه التفريط في الصلاة وهو تركها حتى يتقدم وقتها.
قوله تعالى:} وأنهم مفرطون {] النحل:٦٢ [. قال مجاهد: منسيون، وقيل: متروكون في النار. وقال الأزهري: الأصل فيه أنهم مقدمون إلى النار معجلون إليها. يقال: أفرطته أي أقدمته، وقرئ بكسر الراء وهي شاذة.
قوله تعالى:} وكان أمره فرطًا {] الكهف:٢٨ [أي مضيعًا متهاونًا به. قال أبو عبيدة: أي ندمًا. وقيل: سرفًا، وكأنه المتجاوز فيه.
قوله تعالى:} إننا نخاف أن يفرط علينا {] طه:٤٥ [أي يتجاوز، وقيل: يعاجلنا ويقدم لنا العقوبة. يقال: فرط من فلان أمر: أي بدر، وقال ابن عرفة: معناه يعجل فيقدم لنا منه مكروه، وهو قريب مما تقدم. وفي الدعاء للطفل الميت:"واجعله فرطا" أي أجراً متقدماً. وفي الحديث:"أنا فرطكم على الحوض" أي أتقدمكم، يقال: