ومركزه الذي كان فيه، وكذا قوله تعالى:{ولما فصلت العير}[يوسف:٩٤]. وأصل الفصل: إبانة الشيء من الشيء وقطعه حتى يكون بينهما فرجة. ومنه مفاصل الإنسان، الواحد مفصل. وفصلت الشاة: قطعت مفاصلها.
قوله تعالى:{هذا يوم الفصل}[الصافات:٢١] أي يوم يفصل فيه بين الحق والباطل، والظالم والمظلوم؛ بأن يحكم الله بين عباده، فيفصل بينهم بعلمه فيهم.
قوله تعالى:{إنه لقول فصل}[الطارق:١٣] أي بين ظاهر، يفصل به بين الأشياء لا التباس ولا لبس فيه {قرآنًا عربيًا ذي عوج}[الزمر:٢٨].
قوله تعالى:{وأتيناه الحكمة وفصل الخطاب}[ص:٢٠] أي قطع الحكم وبيانه، والفصل بين الخصوم. وقيل: هي كلمة أما بعد. وقيل: هو قوله: البينة على المدعي واليمين على المدعي عليه. وقيل: الفصل بين الحق والباطل.
قوله:{آيات مفصلات}[الأعراف: ١٣٣] أي مبينات. وقيل: تفصيلها: فصلها وتمييزها بعضها من بعضٍ، أي بين كل آيتين فصل؛ تمضي هذه وتأتي هذه. وقيل: من تفصيل القلائد بالشذر لأن آيات القرآن مفصلة بالأحكام كما تفصل القلائد بالشذر والخرز، وهذا القول مقول في قوله تعالى:{ثم فصلت من لدن حكيمٍ خبيرٍ}[هود:١]. وقيل: بين فيها الحلال والحرام. وقيل: جاءت شيئٍا بعد شيءٍ.
قوله تعالى:{ولولا كلمة الفصل}[الشورى:٢١] أي ما سبق من أن الله تعالى يؤخر الحكم بينهم إلى يوم القيامة، أي لولا ما تقدم من وعد الله أنه يفصل بينهم يوم القيامة لفصل الآن. وقيل: قوله تعالى: {ثم فصلت} إشارة إلى قوله: {تبيانً لكل شيء}[النحل:٨٩].
قوله:{وفصيلته التي تؤويه}[المعارج:١٣]. فصيلة الرجل: عشيرته المنفصل هو عنها. وقيل: الفصيلة أقرب القبيلة. وأصل الفصيلة: القطعة من لحم الفخذ، وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام على القبيلة وما بعدها من المعمرة والفخذ والبطن ونحوها.