للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الأفلاك: هيئة مستديرة كالتي للساقية، وبعضها يدخل في بعضٍ، أعلاها الفلك الأطلس وهو الفلك الأثير. ويقال له الفلك المحيط، ولأهل الهيئة فيها كلام ليس هذا موضع بيانه.

قوله تعالى: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون} [يس:٤١]. الفلك: السفينة، ويكون جميعًا، ويكون واحدًا؛ فمن الأول قوله تعالى: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبةٍ} [يونس:٢٢] فأعاد ضمير الجمع على لفظٍ. ومن الثاني قوله تعالى: {في الفلك المشحون} فوصفه بالمفرد، وهذا مما خرج عن القاعدة، فكان لفظ مفرده كلفظ جمعه، وهو جمع تكسيرٍ، وعند الأخفش مما أشترك فيه لفظ الواحد والجمع كجنب وشلل. ورد سيبويه هذا بقولهم: فلكان في التثنية. وتحقيقه في غير هذا الموضع. ومثله ناقة هجان ونوق هجان ودرع دلاص ودروع دلاص، فضمةً فلك جمعًا كضمة بدن وحمر، وضمته مفردًا كضمة قفل، وكسرة هجان جمعًا ككسرة رجال، وكسرته مفردًا ككسرة كتاب.

وقيل: فلك جمع فلك، نحو أسد وأسد، والفلك كل ما استدار ومنه فلكه المغزل. وفلكت الجدي: جعلت في لسانه مثل فلكه المغزل لتمنعه من الرضاع. وفي حديث ابن مسعود: "تركت فرسي كأنه يدور في فلك". قال بعض الأعراب: الفلك: الموج إذا هاج واضطرب، وذلك أنه أصابته عين.

ف ل ن:

قوله تعالى: {ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا} [الفرقان:٢٨] في هذا تنبيه أن كل إنسان يتندم عن من خاله وصاحبه في تحري باطلٍ، وإلى ذلك أشار بقوله: {الأحلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدو إلا المتقين} [الزخرف:٦٧]

وفلان وفلانة: كناية عن أعلام العقلاء، والفلان والفلانة: كناية عن أعلام غير

<<  <  ج: ص:  >  >>