للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {فلا تحسبنهم بمفازةٍ من العذاب} [آل عمران: ١٨٨] أي بمنجاةٍ. وقيل: ببعدٍ وهذا من طريق اللازم لأنهم إذا نجوا منه بعدوا عنه.

وفاز يفوز، وفوز يفوز: إذا مات. قال بعضهم: سميت مفازةً لأنها مهلكة من قولهم: فوز الرجل: إذا مات؛ قال الراغب: فإن يكن فوز بمعنى هلك صحيحًا فذلك راجع إلى الفوز، وتصور أن من مات فقد فاز ونجا من حبالة الدنيا؛ فالموت وإن كان من وجه هلكًا فمن وجه فوز، ولذلك قيل: ما من أحدٍ إلا والموت خير له، هذا إذا اعتبر بحال الدنيا. فأما إذا اعتبر بحال الآخرة فما يصل إليه من النعيم فهو الفوز الكبير. وقد أشار إلى ذلك بقوله: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} [آل عمران: ١٨٥].

وقوله: {إن للمتقين مفازًا} [النبأ: ٣١] يجوز أن يكون مصدرًا وأن يكون مكانًا أي موضع فوزٍ. وقوله: {حدائق وأعنابا} [النبأ: ٣٢] تفسير لذلك الفوز أو مكان الفوز على المبالغة والمجاز. وقوله: {ولئن أصابكم فضل من الله} [النساء: ٧٣] إلى قوله: {فاز فوزًا عظيمًا} أي يحرصون على أعراض الدنيا ويعدون ما ينالونه من الغنيمة فوزًا وليس كما زعموا، وفي شعر صاحب سطيح: [من الرجز]

١٢٢٦ - أم فاز فازلم به شأو العنن

وقيل: فاز بمعنى مات، وقد تقدم وجه مجازه. ويروى "فاد" وهو بمعنى مات أيضًا؛ يقال: فاد يفود أي مات، وفاد يفيد أي تبختر.

ف وض:

قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله} [غافر: ٤٤] أي أرده إليه، يقال: فوض فلان أمره إلى فلانٍ، وأصله من قولهم: مالهم فوضى بينهم أي غير متعينٍ لواحدٍ بعينه، ومنه شركة المفاوضة، وهي أن يتفقا على أن يكون كسبهما بينهما، وما يعرض من غرامةٍ تكون عليهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>