للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبيدة: من قرأ بالضم فهو من فواق الناقة. وقال غيره: هما واحد نحو: جمامٍ وجمامٍ. وقيل: الإفاقة هي الرجوع، فقولك: أفاق المريض والمجنون والسكران أي ثاب إليهم عقلهم وقوتهم بعد المرض والسكر والجنون.

والإفاقة -في الحلب: رجوع الدر، وكل درةٍ رجعت بعد الحلب تسمى الفيقة، ومنه حديث أم زرعٍ: "وترويه الفيقة" وقد اشتقوا من ذلك: تفوقت الشيء أي شربته. وفي حديث أبي موسى، وقد ذكر القرآن العزيز: "وأما أنا فأتفوقه اللقوح". يقول: أتدبره وأفهمه شيئًا فشيئًا ولا أهده هدًا من غير تفهم لمعناه، وهذا شأن العلماء. ولذلك ذم الله اليهود حيث قال تعالى: {لا يعلمون الكتاب إلا أماني} [البقرة: ٧٨]. وقد ذكرنا في مقدمة التفسير الكبير من ذلك جملة صالحة.

وقالوا: استفق ناقتك: أي اتركها ساعة بعد الحلب، والمعنى حتى يفوق لبنها. وفوق فصيلك: أي اسقه ساعةً بعد أخرى. وظل فلان يتفوق المحض: أي يشرب اللبن الخالص، يقال ذلك لمن يتخير الأشياء ويصطفيها. وفي الحديث: "قسم غنائم بدرٍ عن فواقٍ" قيل: بقدر ما بين الحلبتين. وقيل: أراد التفضيل كأنه جعل بعضهم أفوق من بعضٍ. وقال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: "فأمرنا عثمان ولم نأل عن خيرنا ذا فوقٍ" ولم يقل خيرنا سهمًا لأنه قد يقال له سهم. وإن لم يصلح فوقه فهو سهم، فإن لم يكن تامًا فكأنه قال: خيرنا سهمًا تامًا في الإسلام والسابقة والفضل.

ف وم:

قوله تعالى: {وفومها} [البقرة: ٦١] اختلف الناس في ذلك اختلافًا كثيرًا؛ فقيل: هو الثوم المعهود بدلالة ذكره مع ما يناسبه من العدس والبصل. والفاء والثاء يتعاقبان في كثيرٍ نحو: جدث وجدف. وقيل: هو الحنطة ومنه: فوموا لنا، أي اختبزوا لنا الحنطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>