قوله تعالى:{بشهابٍ قبسٍ}[النمل: ٧] القبس: ما اقتبس من النار، وهو أن يأخذ نارًا في طرف عودٍ أو خشبةٍ أو نحوهما. يقال: اقتبس نارًا يقتبسها اقتباسًا. وتلك النار هي القبس وهي الجذوة أيضًا. ويقال: قبسته نارًا وأقبسته علمًا؛ ففرقوا بفعل وأفعل بين هذين المفعولين؛ هذا نقل الهروي. ونقل الراغب أنه يقال أقبسته نارًا وعلمًا أي أعطيته، فسوى بينهما.
والاقتباس: طلب ذلك، وقد يستعار لطلب العلم والهداية، قال تعالى:{انظرونا نقتبس من نوركم}[الحديد: ١٣]. والقبيس: فحل سريع الإلقاح، تشبيهًا بالنار لسرعته. وقرئ قوله تعالى:{بشهابٍ قبسٍ} بالتنوين والإضافة؛ فعلى الأولى يكون القبس بدلاً، وعلى الثانية يكون إضافة بيانٍ، أو الشهاب قبسٍ، وغيره.
ق ب ض:
قوله تعالى:{والأرض جميعًا قبضته}[الزمر: ٦٧]. هذا عبارة عن كونه تعالى مالك الملك في وقت ليس لأحدٍ فيه ملك، وأن الأرض في حوزته وتحت قهره وسلطانه. كما يقال: قبضت الدار وأرض البلد الفلانية، يعني أنني حزتها وملكتها وهي تحت سلطتي ولا قبض حقيقيًا، ثم من كونه متناولاً بجميع اليد، وذلك أن أصل القبص التناول بجميع الكف، وبالصاد المهملة: بأطراف الأصابع، وقد قرئ {قبضةً}[طه: ٩٦] بالمعجمة والمهملة؛ فالقبض والقبض هنا حقيقة لأنه تناول الجزء من الأرض إما بكفه جميعه وإما ببعضه.
واستعير القبض لمنع المال والعطاء كقوله تعالى:{ويقبضون أيديهم}[التوبة: ٦٧] أي يمنعون من الإنفاق. وقد يستعار القبض لتحصيل الشيء وإن لم يكن