للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٤٢ - ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس: ويك عنتر أقدم

مثله: قدم بالتشديد يقدم: إذا تقدم وأنشد لبيد: [من الرمل]

١٢٤٣ - قدموا إذ قال: قيس قدموا ... واحفظوا المجد بأطراف الأسل

وبمعناه أيضًا استقدم يستقدم، وعليه قوله تعالى: {ولقد علمنا المستقدمين منكم} [الحجر: ٢٤] وأصل ذلك كله من القدم، وهو قدم الرجل وجمعه أقدام. وبه اعتبر التقدم والتأخر. والتقدم على أربعة أضرب حسبما بيناه فيما قبل. ويستعار القدم للسابقة؛ ومنه قوله تعالى: {أن لهم قدم صدق} [يونس: ٢]. ويقال: قديم وحديث وذلك إما باعتبار الزمانين، وإما بالشرف، وإما لما لا يصح وجود غيره إلا بوجوده، نحو: الواحد متقدم على العدد بمعنى أنه لو تصور ارتفاعه لارتفع الأعداد. والقدم وجود فيما مضى، والبقاء وجود فيما يستقبل، كذا قاله بعضهم. وينبغي أن يزيد فيما يستقبل وفي الحال. والمتكلمون يصفون الباري تعالى بالقديم، وقد اشتهر ذلك في عباراتهم، ولم يرد في شيء من القرآن والآثار الصحيحة وصفه تعالى بالقديم، ولكنه قد ورد في بعض الأدعية، وأحسبها مأثورة: ((يا قديم الإحسان)). وأكثر ما يستعمل القديم باعتبار الزمان كقوله: {كالعرجون القديم} [يس: ٣٩].

قوله: {وقد قدمت إليكم بالوعيد} [ق: ٢٨] أي قد نبهتكم على ما بين أيديكم قبل أن يفاجئكم. يقال: قدمت لإلى فلان بكذا: أعلمته قبل الحاجة إلى فعله وقبل أن يدهمه الأمر.

قوله: {لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} [الأعراف: ٧] أي لا يريدون تقدمًا ولا تأخرًا. قوله: {ونكتب ما قدموا} [يس: ١٢] أي ما فعلوه قبل. قوله: {ربنا من قدم لنا هذا} [ص: ٦١] أي من سنه وشرعه. قوله: {أن لهم قدم صدق} [يونس: ٢] قد تقدم أنها السابقة، وقال الأزهري هي المنزلة الرفيعة. وقيل: معناه لهم سابقة في

<<  <  ج: ص:  >  >>