عن شدة وطئها الأرض". والبحاثة: التراب الذي يبحث عما يطلب [فيه]. والبحثة بفتح الباء وكسرها لعبة، وفي الحديث: "أن غلامين كانا يلعبان البحثة". ومن ذلك سموا "براءة" سورة البحوث لبحثها عن أحوال المنافقين.
ب ح ر:
والبحر: أصله المكان المتسع ذو الماء الملح. وأما العذب فهل يقال فيه بحر؟ فمن أثبته استشهد بقوله:} وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغٌ شرابه وهذا ملح أجاج {[فاطر: ١٢]. ومن منع جعله من باب التغليب، كقولهم: العمران والقمران، في أبي بكرٍ وعمر، والشمس والقمر. ثم اعتبرت منه السعة في الأجرام والمعاني، فقالوا: بحرت البعير، أي شققت أذنه شقًا متسعًا. ومنه البحيرة قال الله تعالى:} ما جعل الله من بحيرةٍ {[المائدة: ١٠٣]، ناقة تنتج عشرة أبطنٍ، فتشق أذنها وتهمل فلا تركب ولا يحمل عليها. وقيل: هي الخامسة وذلك أنهم كانوا إذا أنتجت الناقة خمسة أبطنٍ فإن كان الخامس ذكرًا نحروه، وأكله الرجال والنساء. وإن كان أنثى بحروا أذنها وشقوها، وحرموا على النساء لحمها وركوبها ولبنها، فإذا ماتت حلت لهن.
وأما في المعاني فقالوا: تبحر في العلم أي توسع فيه وتوغل. وكان يقال لابن عباسٍ الحبر البحر، لاتساع علمه. واستعير في عدو الفرس السريع. قال عليه الصلاة والسلام في فرس أبي طلحة، وقد ركبه معروريًا: "إن وجدناه لبحرًا" واسع الجري. واعتبر من البحر ملوحته فقالوا: أبحر الماء أي ملح. وقال نصيب:[من الطويل]
١٣٥ - وقد عاد بحر الماء عذبًا فزادني ... إلى مرضى أن أبحر المشرب العذب