للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناصحين وحلفا له أنهما لمن القابلين أمره ونصحه.

وفلان قسيم الوجه أي صبيحه، والقسامة: الحسن، وأصله من القسم كأنما أوتي كل موضع نصيبه من الحسن فلم يتفاوت. وقيل: لأنه يقسم بحسنه الطرف فلا يثبت في موضع. قال الشاعر: [من الطويل]

١٢٦٣ - ويومًا توافينا بوجه مقسم ... كأن ظبية تعطوا إلى وراق السلم

قلت: كان من حقه على المعنى الثاني أن تكسر سينه لأنه فاعل لذلك. والبيت يروى ((ظبية)) بالحركات الثلاث، وكل منها ضرورة بينتها في غير هذا الموضع.

وتقسم قلبه، أي تفرق من الهم وتوزع خاطره. والقسم بالفتح مصدر قسمت الشيْ، وبالكسر اسم لذلك المقسوم. وفي حديث أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: ((أنا قسيم النار)) قال القتيبي: يعني أن الناس فريقان؛ فريق معي؛ فهم في الجنة، وفريق علي؛ فهم على ضلال كالخوارج. فقسيم في معنى مقاسم كالجليس والشريب بمعنى مجالس ومشارب، وأنشد: [من الطويل]

١٢٦٤ - عليه شريب وادع لين العصا ... يساجلها حماته وتساجله

والقسامة- بالضم- الصدقة، ومنه الحديث: ((مثل الذي يأكل القسامة)) وفي آخر ((إياكم)).

ويقال لحر الوجه قسمة. وأنشد: [من الطويل]

١٢٦٥ - كأن دنانيرًا على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء

<<  <  ج: ص:  >  >>