ولما هدم ابن الزبير الكعبة أخذ رجل العتلة فعتل ناحية من الربض فأقضه أي جعله بمنزلة القض لتكسره إياها.
وقضقض: تكرير قض؛ يقال: قضقض الأسد فريسته إذا هشمها وكسرها بليغًا ومنه أسد قضقاض. وفي حديث مانع الزكاة:"يمثل له كنزه يوم القيامة شجاعًا أقرع فيلقمه يده فيقضضها" أي يكسرها. وفي آخر:"بعدما ضربت رأسه بالسيف فتقضقضوا" أي تفرقوا.
ق ض ي:
قوله تعالى:{وقضى ربك}[الإسراء: ٢٣] أي حكم وبت. قال ابن عرفة: القضاء إحكام الشيء والفراغ منه، وبه سمي القاضي. والقضاء من الله حكم على عباده يطيعونه به ويعصونه به، ومن ذلك:{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} أي حكم بذلك تعبدًا، قال: فلو كان القضاء إمضاءً وإرادةً لما عبد أحد غيره، كما أنه قضاء الموت فليس أحد ينجو منه لأنه قضاء إمضاء وإرادة. وقال آخرون: القضاء فصل الأمر قولاً كان أو فعلاً، وكل منهما نوعان: إلهي وبشري؛ فمن الأول قوله تعالى:{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} أي أمر.
قوله:{وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب}[الإسراء: ٤] أي أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيًا جزمًا فهذا قضاء بالإعلام والفصل في الحكم.
قوله:{فقضاهن سبع سماواتٍ}[فصلت: ١٢] إشارة إلى إيجاده الإبداعي