للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ق ط ط:

قوله تعالى: {ربنا عجل لنا قطنا} [ص: ١٦] أي حظنا ونصيبنا المقطوع لنا ذلك أن القط القطع، ومنه قط القلم كأنه قطعة من الرزق.

و"قط" ظرف زمانٍ ماضٍ لا يستعمل إلا منفيًا لأنه قطعة من الزمان، وله أحكام وفيه لغات؛ فتح القاف، وضمها، مع تشديد الطاء، وهو نقيض عوض، فإنه ظرف زمانٍ مستقبل. فالقط فعل بمعنى مفعولٍ، كالذبحٍ والرعي، وقيل: القط هو الكتاب والصحيفة، وهو اسم المكتوب، كما يسمى الكلام كتابًا وإن لم يكن مكتوبًا، وقال أبو عبيدة: القط: الحساب، وفي حديث زيدٍ وابن عمر: "كانا لا يريان ببيع القطوط بأسًا إذا خرجت مكتوبة" قال الأزهري: القطوط هنا: الجوائز والأرزاق؛ سميت قطوطًا لأنها كانت تخرج مكتوبةً في رقاعٍ وصكاكٍ مقطوعة.

و"قط" بمعنى حسب، وينون فيقال: قط قطٍ، ومنه الحديث: "في جهنم حتى تقول قط قط" ويروى قط قط ويروى قطي قطي، وقطني قطني بنون الوقاية وعدمها، وأنشد: [من الرجز]

١٢٧٢ - امتلأ الحوض وقال: قطني ... مهلاً رويدًا قد ملأت بطني

وذلك لأن حسبًا بمعنى الكفاية ففيها قطع غن الغير.

وأصل القط للمقطوع عرضًا كما أن القد للمقطوع طولاً، وقد تقدم. ومنه حديث علي رضي الله عنه: "كان إذا علا قد وإذا توسط قط" تقول: إذا علا قرنه بالسيف قده بنصفين طولاً كما يقد السير فإذا أصاب وسطه قطعه عرضًا وأبانه. وقط السعر: غلا لأنه قطع الأشياء لغلاء سعرها. وقيل: عنى بقوله "قطنا" أي نصيبنا من العذاب. يشير لقولهم: {فأمطر علينا حجارةً} [الأنفال: ٣٢]. وقيل: نصيبنا مما ذكرت في الجنة، قالوا ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>